د. خيرية السقاف
«طالبات في جامعة يعتدين على بعضهن
طلاب يضربون معلمهم
رجل يطلِّق زوجته في مطعم من أجل انشغالها «بالسناب شات»
شاب يحاول إحراق نفسه محتمياً بالكعبة المشرفة
عشرات الآلاف من الهيئة التعليمية في المدارس تقاعدوا/ وتقاعدن مبكراً
تسرُّب غير مسبوق لكوادر صحية من وظائفها»
هذه لقطات من صفحة رئيسة لموقع إخباري معتمد ..
وهناك معها : ثلة من عمالة يصنعون الخمور, ويعيثون فساداً, وهناك آخرون يتبعون رجلاً خارجاً من البنك بعد سحب مبلغ من المال يترصّدونه, ويسرقون ماله معتدين عليه بالضرب, وقد تعدّدت هذه الفعلة, بل تخطّت إلى سرقة أجهزة الصرف الآلي, كما هناك طلاب وطالبات يرفضون العودة إلى مدارسهم بعد أسبوع إجازة, وعلى الملأ هناك تلاسن في المجال الرياضي بين أطراف عديدة وتناكف لا يليق, ولن نحصي ما هو بعدد ما يُحبَّـر, ويُصوَر, ويُنشر!!..
فما الذي يكمن وراء هذا كله, وما غيره مما تزخر به الصحف باختلافها, والمواقع في تعدُّدها, على مدار تكات الساعة ويقظتها..؟!
في الواقع, مع أنّ حضور وزير التعليم لبعض الحصص في المدارس, أو زيارته المفاجئة لبعض آخر, واكتشافه غياب نسبة 40% من الطلاب لا تقدم ولا تؤخر فيما هو واقع , وحاصل , كذلك فإنها لا تجري عجلة المؤسسة التعليمية بمدارسها, وكلياتها, ومعاهدها في الطريق الصحيح , أو تحقق التنفيذ الفاعل, ولا تستقطب الخبرات فيها, ولا تمنحهم الأمان الوظيفي فيذهبون, فإنّ هناك في المقابل لا يزال من يمهد طريقاً, وينظفه ويضيئه, ويجمِّله, وآخر يكسيه خضرة بألوان الطلاء لمجرد عبور مسؤولين عبوراً مؤقتاً يناسب هذا الحل,
كذلك هناك لا يزال الجشع يملأ صدور الناس, فمنهم من يعتدي على إرث أحدهم فيعجز عن ظلمهم, فيُسلب عقله قهراً من الاعتداء على حقه في إرثه, دون أن يجد مرجعاً يصغي إليه, أو يضع حقه في كفته من الميزان, فيسعى لحرق نفسه, ولربما عوقب هو لا هم..
وإنه لا تزال أنظمة التوظيف في صالح ذي الصلاحية, مما يفسح لممارسة المدراء ما لا يحق لهم في حال صرامة الحدود وضوابطها إنْ وُجدت, فيذهبون بحريتهم المطلقة للتغاضي عن مرؤوسيهم فلا يعطونهم ما يستحقون من التقدير لمن يستحقه منهم, ولا يكافئونه على مزيده, إذ لا آلية جادة في النظام يستند إليها المجتهد حين تهدر جهوده ويكون في مواجهة الإحباط فيعود مطمئناً إلى حقه, وفي ضوء إحاطته بهدر جهوده في غفلة ذوي النفوذ عنه, أو قسوتهم معه يولي هارباً عن عمله..!!
كما لا تزال أنظمة الرقابة في الطرقات, وفي الأحياء غير متوفرة مما يتيح للسرّاق, والفاسدين انتهاك البيوت, أو الراكبين عند ترجُّلهم من عرباتهم ..
إلى جانب ما هو مطموس من وعي العامة, أو لم يؤسّس له في شأن التعامل مع أجهزة التواصل, نشأت المشكلات الأُسرية التي بلغت شأوها بالطلاق, وتفرقة الأفراد, وشتات العلاقات من حيث يظنون بتفاعلها...
وماذا بعد أيتها المكنة الدؤوبة تفاجئيننا كل لمحة بما يكرب النفس من أحداث, ووقائع في الدار الكبرى وحجراتها المغلقة, أو ردهاتها المشرعة..؟!