د. عبدالرحمن الشلاش
هذا هو السؤال المطروح بين الناس هذه الأيام. لا تكاد تجلس في مكان إلا ويبادرك أحدهم بسؤال متداول بين أغلب الناس «سجلت في حساب المواطن؟» وإذا رديت على السائل لا والله إلى الآن يبادرك بسؤال آخر شكلك متردد؟
هناك من بادروا بالتسجيل , وآخرون في طريقهم لإتمام التسجيل ولهم دون شك دوافعهم وقناعاتهم , لكن هناك مترددين لم يتخذوا قرارهم بعد, وقد يرى جزء غير قليل منهم أن الإفصاح عن كل شيء يشكل عائقا رغم أهمية التسجيل في حساب وطني هدفه دعم ذوي الدخول المحدودة لمواجهة حمى ارتفاع أسعار الطاقة بعد عدة أشهر.
تابعت المتحدث باسم حساب المواطن في أكثر من برنامج فضائي وفهمت من تلك الحوارات أن المرحلة الحالية هي مرحلة لجمع المعلومات تمهيدا لتحليلها كي تتخذ القرارات بناء على نتائج التحليل , وأنه إلى اللحظة لا يوجد أي قرارات جاهزة, وعلى الجميع التسجيل مهما بلغت دخولهم إذا كانوا يرغبون في الاستفادة من هذا الدعم.
المسؤول الذي صرح ربما زاد الأمور غموضا عن ذي قبل, وهذا من الأسباب في تردد الكثيرين في التسجيل بسبب التفسيرات التي وصل بعضها إلى حد الغرابة, وبعض التحليلات والتفسيرات أربكت بعض الناس مثل الكشف عن الزواج بأكثر من زوجة, وكشف زواج المسيار خاصة وأن بعض هذه الأمور تتم في السر.
أيضا الكشف عن كل مصادر الدخل وملكية المنزل وراتب الزوجة , وكل ما يرد ويصب في صندوق الأسرة أثار كثيرا من التساؤلات. من هذه التساؤلات التي يسهل عليك رصدها حين تتواجد في العمل بين الزملاء, أو في مجلس عام أو خاص لماذا لم يحدد مقدار البدل؟ ولماذا لم تحدد الفئات المستفيدة؟ وبعضهم يقول وأفرض أني سجلت وما طلع لي بدل كأنك يا أبو زيد ما غزيت! أو أن البدل المقرر لي أقل من التوقع المسبق وبالتالي أريح نفسي أفضل! وهناك من يرى أن هذه أمور خاصة لا ينبغي أن يطلع عليها أحد , إلى غير ذلك من التوجسات بسبب الضبابية وربما سوء الفهم فمثل هذا البرنامج جديد ومن الصعب فهمه واستيعابه بسهولة, أو بوقت سريع وقياسي.
البرنامج يجد ترحيبا شعبيا وقبل ذلك اهتماما رسميا ولكني مازلت أرى أنه يحتاج لمزيد من الإيضاح لكل جوانبه كي يحقق أهدافه بنجاح.