للعام الثالث تنسج طائف الورد فنارات التبديع وشارات الفردانية بترسيخ خرائط تضاريس هذا الهرم الثبيتي المعقود في ناصيته خامة الاستثناء على رمال ذاكرة شاعر معجون بقصيدة التفعيلة, بل هو من جدل ظفائر أقنومتها وامتخر عباب أثباجها في الثمانينات في القرن الماضي, حتى تعرش قلعتها واحتفر في مخيلتها, فكان أول وريث شرعي والدرع المبتسل الذي لم يفتأ يصاول عن حماها الموغل في الثراء الإنساني, كما جسدت القصيدة العامودية بنسغ مائز لإرث الأسلاف, أبجديته تنداح من الصحراء المشسوعة في دواخله, والتي تعزف إيقاع الألفة له و لتضاريسه, يقذف بقصيدته ويمضي.. معلنا ثورة الانزياح مخلفا لنا أرسام وركائز باهظة الأحمال لايجيد صوغ إزميلها العرق غير هذا البدوي الصائص بصماصم اللغة والتأويل. ذاك عراف الرمل وسيد البيد الشاعر محمد الثبيتي الذي قطن الأقمار والأغصان قد طوحت بنفثه بخترة ومغنجا, شعره يتقد من الخفو وسلالة العقيقة بل بأي مفردات البرق تذرعت ف الغلة مشروخة والإداوة تئن خثورا؛ فهو المأهول بلغة الجادرية والحقانية. هكذا قد مضى محمد الثبيتي وأومض الأمان في مرقده وعولمه بعد أن منحنا فهرسة وصيته مدائن من منابر الفراديس ومفردات الحضور لساحتنا الثقافية, وقد أحسن نادي الطائف الأدبي الثقافي تأبين الغياب باستحضار روح الشاعر المأثولة بجائزته السنوية التي نظمت هذا العام في دورته الثالثة في الطائف مساء الجمعة 22 ربيع الآخر 1438 الموافق 20 يناير 2017 بمقر فرع جمعية الثقافة والفنون في هذا «الكرنفال الإبداعي» توج الفائزين بجائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع في فروعها الثلاثة وهم: الشاعر البحريني قاسم حداد والشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب، والدكتور محمد ولد متالي محمدو من موريتانيا الشقيقة، الحفل شهد عددا من الفنون التي تشتهر بها الطائف واشتمل على مشهد مسرحي بعنوان «تشويش» وهو عبارة عن قراءة مسرحية لقصائد شعرية للشاعر محمد الثبيتي والشاعر قاسم حداد إضافة إلى عرض عدد من الأفلام المرئية عن الجائزة والفائزين بالإضافة إلى مشاركة عدد من الفنانين التشكيليين في «رسم بورتوريهات» للفائزين.
هذه المناسبة الثقافية البالغة الأهمية ناهيك عن كونها فرصة للتلاقي والتلاقح بين الأدباء والنقاد والشعراء والمثقفين أيضًا هي تأطير وتأصيل لدور الأندية الأدبية الإستراتيجي في الإذكاء بأوار الأرضية الحاضنة والفاعلية بمايشحذن علو كاعب السقف للمشاركة الإبداعية النوعية في ساحتنا الثقافية والإعلامية, تذكر وتشكر للمجهودات المتوالية التي يدفع بها أدبي الطائف هذا النادي القريب من السوق العكاظية التاريخية المسئولون فيه يستلهمون من عبق المكان وذاكرة الزمان عظم وأثر وـتأثير هذه المنطقة المتهجة بالحراك الثقافي, وهاهو رئيس النادي الأستاذ عطالله الجعيد يختتم دورته الرئاسية بهذا المشروع الثقافي ممثلًا بجائزة الشاعر الراحل محمد الثبيتي فله منا كل التحايا المضخمة أرجا ودمقسا على تلكم الجهود الفذة, وله منا قول المتنبي: ( خذ من ثنائي عليك مااسطيعه ... لاتلزمني الثناء الواجبا )
فكلنا طموحات وتطلعات بأن لاتنحسر مثل هذه الجهود بمجالس أدبية دون غيرها بل نروم للأندية الأخرى بأن تحض من عجلة حيويتها وتحلق في سماء الألق الثامنة فالمنظومة تكاملية والبنيان مرصوص..
وختاما، آمل الاحتفاء بفكرة ترجمة نصوص الثبيتي للعالمية فهو خير سفير وأن يعنى القائمون على هذا المشروع العظيم بأن لايغفلوا هذه الجزئية، وهم أساتذتنا وقناديلنا ولكن التطلعات والأماني هي من تقرع أجراس الاستحثاث لهذه الأمنية لتزج بصوت عالٍ على مأدبة أمانة الجائزة ممثلة بأمينها الناقد الدكتور سعيد السريحي وأعضائها الدكتورة أميرة كشغري والدكتور أحمد الهلالي والناقد حسين بافقيه و أحمد البوق ومقرر أمانة الجائزة قليل الثبيتي وسكرتير الجائزة أمين العصري وهم خير من يتحسسون نواتها ويبتدرونها.
كروم الجدية !
شكرا نادي أدبي الطائف على حشد الربيع دفعة واحدة في أوردتي
التي تغطس في صقيع الشمال وزمهريريته !!
- محمد هليل الرويلي