سأنتمي إلى مناخ الفيس بوك فهو معتدل في الغالب إنساني مبدع متعدد الرؤى غير قابل للحقد.
يخطر لي ان أتمرد على كل شيء وأتخيلني كذلك لأطير في رحاب الحرية خارجة عن كل قيد لا افكر بالزمان ولا المكان وهكذا.
رب أيقونة إلكترونية تدعوك إلى مائدتها بنقاء نادر، وتؤمن بصدقها وتستجيب لدعوتها التي تعالج بها كثيراً من أزماتك الإنسانية العالقة في حبرك ولا يحدث لك ذلك بمجالسة أحدهم، إنها فروق فيض المشاعر والاستماع بكثير من الصمت.
يأسرني ذلك التجوال الحميم في أزقة الفيس بوك ومنعرجاته المتدفقة بالتنوع والجاذبية بين كتب واقتباسات وروابط شبكية ووسائط افتراضية لامتناهية بل وأيقونات ومناسبات، كأنها بيت كبير يتسع ليسكنه العالم بكافة كائناته، قلما يحتد المتواصلون فيه، مقارنة ببذاءة ما يحتشد به التويتر.
مناخ مدني في منظومة متكافئة متزنة متغيرة منسجمة ومرنة في سياق عام. لا تقليدي ولا خيالي لا حزبي ولا بيروقراطي. ذلك هو العالم الرقمي.
لم يحرم أحدا أيا كان من حق تواصله بالآخر ويحتفظ بكل شاردة وواردة مرت بجدار مستخدمه عند غيابه. أما الدردشة فلم أوطد علاقتي بها فهي لم تستهوني مع أني أضطر إلى سلوك دروبها أحيانا لاستكمال مشروع حوار أو تقرير أو خبر يسهل تلقيه بواسطة غرف الدردشة.
يستوعب ما لا يستوعب ومن لا يستوعب. يؤرشف لحظة المزاج ومزاج اللحظة بكل ملامحها يرصدها باللحظة والثانية واليوم والشهر والشكل والصفحة والمكان والزمان يصور واقعها ويعرض وقائعها.
ما ذكرته سابقاً لا يضطرني أن أخفي انطباعي الشخصي وميلي نحو بياض سحري لشاشة ورقية لم يزل يأخذني بجاذبيته، أحن إلى طقسه باستمرار وأحس ألفته حيث الرائحة المخبأة في أقصى مواضع ذاكرتي تلك هي الورقة التي أحيا وأموت وأبعث وأنا أتمسح شعوري وإياها. مثل قطة أتحسس فرائي على جسدها.
- هدى الدغفق