( 1 )
وشى بيَ الحزنُ فارتاعتْ مجازاتي
وما استطاعتْ وقدْ حمـّتْ مجاراتي
كأنّها فوقَ
أشلائي قدِ اتّكأتْ
وأقعدتْها عنِ المعنى انكساراتي
( 2 )
لا لونَ يسعفُها والجـرحُ فتّـشَ عنْ
هشاشةٍ تختبي في عمقِ فرشاتي
بكتْ
وبلّلتِ الدّنيا بلوعتِها
وخضّبتْ كفّهـا منْ حبرِ مأساتي!!
( 3 )
تغفو على وجعٍ تصحو على هلعٍ
كأنّها شربتْ قهراً
معاناتي
لا الليلُ يُلهمُها حلْماً تعيشُ بهِ
ولا الصّباحُ يفديها بآهاتي!!
(4)
تمـشي وتعثـرُ أنْ أعيتْ نجائبَهـا
ـ ولا مدىً ينتهي فيناـ مسافاتي
في خطوةٍ
عقّها المسرى وحامَ بها
طيرٌ بنى ألفَ وكنٍ منْ عذاباتي!!
( 5 )
تنكّرَ الرّملُ والبيداءُ ما صدحتْ
بمـا ترقرقَ في حلقِ الرّباباتِ
قدْ تهتُ بينَ
بداياتِ الضّنى وأسىً
ما زالَ يجهلُ أسرارَ النّهاياتِ!!
( 6 )
ترمـّلتْ فكرتي يا ويحَ أوردتي
جفّتْ فناغتْ يبابَ الأرضِ
ناياتي
تيبّسَ اللحـنُ مذْ مـرَّ الهجيرُ بهِ
ولمْ تؤدِّ طقوسَ الخصبِ نوتاتي!!
( 7 )
تلفّتَ
الحرفُ مفجوعاً بغربتِهِ
ولاحقتْ قسوةُ المنفى خيالاتي
لا شيءَ يُنبتُ زهرَ البيلسانِ على
كتابِ روحي وقدْ قامتْ قياماتي!!
(8)
ليتَ السّرابَ الذي رحنا نطاردُهُ
يحنـو فيسقي أباريقَ المتاهاتِ
وليتَ
أعمارَنا تقتاتُ منْ زمنٍ
ماضٍ لتمخرَ في بحرٍ منَ الآتي !!
( 9 )
وليتنا نحملُ الأرضَ التي عبقتْ
بالحـبِّ كي ينتشي
قلبُ المجرّاتِ
تهنـا كثيراً وكانَ النّجـمُ يرصدُنا
وقدْ علقنا بأهدابِ السّماواتِ!!
( 10 )
مبلّلينَ
ببعضِ الضّوءِ يفضحُنا
حيناً ويسترُنا برقُ السّحاباتِ
إنّا صلبْنا على جذعُ الغيومِ ولمْ
تشفعْ لنهبطَ آلافُ الضّراعاتِ!!
( 11 )
كأنَّ زيداً على نخلِ العراقِ سما
وصارَ يسبحُ في سيلِ الجراحاتِ
ما كانَ
أوّلَ قربانٍ يظلّلهُ
عن لفحِ خذلانِنا ريشُ اليماماتِ!!
( 12 )
يا للمجـازاتِ قد أضنى قوادمَهـا
سقفٌ بنيناهُ من سعْفِ الشّقاءاتِ
تدنو
فنزجرُها كي لا ترى أفُقاً
يمتد ُّعقداً على جيدِ المداراتِ !!
( 13 )
صلّتْ وللخـوفِ في عينيَّ أجنحـةٌ
منَ الشّظايا التي تُدمي مساءاتي
ظمأى
تفتّشُ عن ماءٍ فيفجعُها
ألا ترى الماءَ مسفوحاً بكاساتي!!
( 14 )
سناً تهشّمَ في الأقـداحِ فانتبهتْ
على ظلامٍ تغشّى وجهَ مـرآتي
كلُّ الكراسي
التي كانتْ ترنّحُهـا
ضنّتْ لتهرقَ باقي الخمرِ حاناتي!!
( 15 )
عدنا معَ الشّمسِ منْ أقصى مفاوزِنا
فاستيقظتْ في دمي
كلُّ المفازاتِ
وفي شرايينِها فـزَّ الغضى نهماً
كالوحشِ يشربُ أوهامَ الصّباحاتِ!!
( 16 )
خفّفْ خُطاكَ ففي أمشاجِ رجعتِنا
دفنتُ منذُ الصّبا بذرَ
الخطيئاتِ
لم يبقَ في دفتري سطرٌ أخطُّ بهِ
بيتـاً لآخـرِ أفـكاري اليتيمـاتِ!!
- شعر/ علي النحوي