خالد بن حمد المالك
لسنا مَن نشهد لولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف كونه الخصم العنيد والعدو الأول للإرهابيين، إذ لو كان الأمر كذلك لربما قيل عنا إننا نجامله ونحابيه، حتى وإن كان قد تعرّض إلى محاولة جبانة من الإرهابيين للتخلص منه، وكاد - لولا لطف الله وعنايته - أن يكون في عداد الشهداء، وهذه الواقعة تنفي أي تشكيك بمصداقية أي شهادة تصدر منّا بحق الرجل الأمني الكبير، فهو من ركَّعهم، ووصل إلى مخابئهم، وأنقذ الناس من شرورهم، في شجاعة وإقدام، فلم يخف من غدرهم، ولم يستسلم لمكرهم، ولم يفكّر بأكثر من أن يكون في الصفوف الأولى، وفي مقدمة المحاربين، حتى شهد العالم لسموه بهذه المواقف، وقدَّرها له، وثمَّنها باعتبارها خدمة للإِنسانية على امتداد العالم.
* *
كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من حين لآخر، يثمِّن لسموه الأدوار والتضحيات التي يقوم بها على رأس جهاز الأمن، ويقدر له النتائج الباهرة التي ضيَّقت الخناق على الإرهابيين، وحاصرتهم في مخابئهم، وأنقذت المواطنين والمقيمين مما كانوا يدبرونه لهم من جرائم دون وازع من ضمير، أو تفكير بما تمثله تصرفاتهم من إساءات للقيم والأخلاق والجوانب الإِنسانية، وما تظهره من عَدَاءٍ للدين بمخالفة أبسط قواعده وتعليماته بالإقدام على ارتكاب هذه الجرائم دون سبب أو مبرر، أو خوف من عقاب سوف ينالونه في الدنيا والآخرة.
* *
أكتب هذا، وقد تسلَّم محمد بن نايف أمس ميدالية (جورج تينت) التي تقدمها وكالة الاستخبارات الأمريكية للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، ونظير إسهامات سموه غير المحدودة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، حيث قدمها لولي العهد مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية مايكل بومبيو بحضور ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وهو ما يعني - كما قال الأمير محمد بن نايف - أن ثمرة هذا الإنجاز إنما جاءت بفضل جهود وتوجيهات قادة المملكة وعلى رأسهم الملك سلمان، وشجاعة رجال الأمن، وتعاون المجتمع بكافة أطيافه في محاربة الإرهاب.
* *
هذا التكريم المستحق، وهذه الإنجازات الكبيرة في محاربة المملكة للإرهاب، وشجبها له في كل مناسبة، وإبداء تعاونها مع الدول الأخرى في التضييق عليه، وإنهائه من الوجود، يؤكد على أن المملكة مستمرة في هذه المواجهة الشجاعة، وكذلك مع التطرف، وملتزمة بسياستها القائمة على الوسطية، وضد الغلو، فكرياً، ما ساعدها، وسوف يساعدها مستقبلاً على اكتشاف المخططات الإرهابية، والتعامل معها بحزم وقوة، بحكم أن المملكة محاطة بمناطق صراع، ومستهدفة قبل غيرها من الإرهابيين، وهي أكثر من تضرر من الإرهاب، مثلما أنها أكثر دولة وجَّهت الضربات الموجعة للإرهابيين.
* *
إن وجود مثل محمد بن نايف على رأس الأجهزة الأمنية، أعطى الأمان والثقة لنا بأننا في دولة آمنة ومستقرة، وأن وجود مثل سموه في موقعه الأمني المتقدم قد ساعد على الرفع من كفاءة رجل الأمن في جميع التشكيلات الأمنية، ما جعل العمليات الإرهابية تنحصر وتتضاءل، وتصبح تحت السيطرة قبل وقوعها، بفضل كفاءة وإخلاص ومقدرة رجال المباحث، وعناصر الأمن الأخرى، الذين قدموا الكثير من الشهداء من أجل حماية المملكة، والدفاع عن المواطنين، وذلك بمنع الإرهابيين من أن يوسعوا مساحة عملياتهم الإرهابية، فشكراً للملك سلمان ولولي عهده ولولي ولي العهد على القوة التي أصبحت سمتهم في تتبع خطوات ومخططات الإرهابيين، والنهج الثابت لديهم في السيطرة على جميع المواقف المشبوهة التي تُغذَى من الخارج، وتحديداً من نظام الملالي الصفوي في إيران.