جاسر عبدالعزيز الجاسر
كم يلزم من الأدلة والوقائع حتى تتحرك الهيئات القضائية الدولية والدول المؤثرة لتوقف عبث وتجاوزات نظام إيران.
بعد تدميرهم لأمن واستقرار العراق، وسوريا، واليمن، والمحاولات المستمرة لتخريب أمن دول الخليج العربية ومصر والسودان يركز ملالي إيران على تخريب أمن مملكة البحرين، وتصاعد التخريب الإيراني عبر أشخاص وجهات مرتبطة بالنظام الإيراني وذات صلة موثقة إلى مستوى تدريب ودفع ممن يرتبطون بهم وينفذون تعليماتهم إلى مهاجمة مؤسسات أمنية وقيادات شرطية لتدمير المنظومة الأمنية وتخريب الاستقرار وآخر هذه المحاولات الهجوم على سجن «جو» وإطلاق سراح عدد مختار من المسجونين الذين سبق أن حكم عليهم بجريمة قتل الملازم أول هشام الحمادي.
لم تتوقف جريمة عملاء النظام الإيراني على الهجوم على سجن «جو» بل واصلت أجهزة المخابرات الإيرانية والعناصر الإرهابية التي تكون خلايا إجرامية طائفية نائمة إلى تنظيم عملية تهريب عن طريق البحر لتهريب من تم إخراجهم من سجن «جو» وفق تخطيط تتكامل فيه العمليتان الإرهابيتان البرية والبحرية، فبعد أن تم للعناصر الإرهابية إخراج المجرمين الذين قبض عليهم في جرائم مقتل الملازم أول هشام الحمادي التي وقعت في 29 يناير الماضي وجريمة الهجوم على الدورية الأمنية في قرية بني جمرة في 14 يناير التي أدت إلى إصابة رجل أمن.
يقظة رجال الأمن والأجهزة المختصة في مملكة البحرين ونباهتهم أحبطت الجزء الآخر من عملية تهريب الإرهابيين إلى إيران حيث ستقدم لهم المكان الآمن والأموال مقابل خيانة وطنهم البحرين وفي يوم الأربعاء وصلت معلومات للجهات الأمنية بوجود مخطط لتهريب الإرهابيين إلى إيران عبر البحر، فتم تشديد الرقابة على القوارب واللنشات في جميع السواحل وفي مساء اليوم نفسه تم الاشتباه بقارب فرَّ لدى محاولة دوريات خفر السواحل إيقافه وبعد ملاحقة القارب أخذ مستقلوه يطلقون النار على قوات خفر السواحل، مما دفع القوات المطاردة على الرد على مصادر النيران مما أدى إلى مقتل الأشخاص الذين كانوا يستقلون القارب المطارد والذي كان متجهاً إلى إيران وهم رضا عبد الله عيسى الفسرة 29 عاماً ومحكوم عليه بالسجن المؤبد، ومحمود يوسف حبيب حسن يحيى 22 عاماً، ومصطفى يوسف يوسف عبد علي 35 عاما، وقبض أيضاً على ثمانية مطلوبين ممن كانوا قد هربوا من سجن «جو» ولا يزال البحث عن ثمانية آخرين أيضاً ممن هربوا من السجن.
المواد والأسلحة والوثائق التي وجدت مع المقتولين الثلاثة والثمانية الذين قبض عليهم ومصدرها جميعاً السلطات الإيرانية تؤكد تورط الأجهزة الإيرانية في عمليات تخريب الأمن والاستقرار في مملكة البحرين، فبالإضافة إلى تدريب الإرهابيين البحرينيين في معسكرات خاصة في جنوب لبنان والعراق ومدهم بالأسلحة والأجهزة ودعم بالأموال والوثائق تشارك الأجهزة الإيرانية في وضع الخطط وتحريض الإرهابيين على مهاجمة المؤسسات الأمنية والتعرض للأجهزة الأمنية البحرينية والدوريات الأمنية، وكل ما ذكرنا موثق لدى السلطات البحرينية والتي أبلغتها وأوصلتها إلى الجهات المختصة في المنظمات الدولية والدول العربية المجاورة ومنظمة الأمم المتحدة، ومع هذا لم يتم اتخاذ أي إجراء يوقف تمادي سلطات النظام الإيراني في العبث بأمن واستقرار دول الخليج العربية ورغم خطورة تجاوزات وأفعال النظام الإيراني لا نزال نسمع طلبات القيام بوساطة مع مثل هذا النظام الإرهابي وبين دول الخليج العربية التي لا تزال بعضها حتى الآن عاجزة عن اتخاذ موقف يتناسب مع التعامل الخارج عن كل أطر المواثيق والعلاقات الدولية مما يجعل ملالي إيران يعتقدون أن تلك الدول خائفة من مواجهتهم.