«الجزيرة» - وحدة الأبحاث والتقارير الاقتصادية:
شهدت سوق المقاهي في المملكة مؤخرًا ازدهارًا ملحوظًا، خاصة في ظل دخول شرائح استثمارية جديدة في هذا القطاع متمثلة في الشباب السعودي، إلى جانب ابتكارات جديدة من نماذج المقاهي وفي المحتوى والتسويق، وهو ما يتزامن أيضًا مع مؤشرات، تفيد بنمو استهلاك القهوة محليًّا. فبحسب آخر تقديرات منشورة بلغ حجم الاستهلاك من القهوة سنويًّا في المملكة نحو 77 ألف طن، ويقدر أن يصل هذا الاستهلاك إلى نحو 90 ألف طن سنويًّا في 2017. وهذا الاستهلاك مقسَّم بين استخدام منزلي وعائلي وآخر تجاري. وتتوقع وحدة الأبحاث والتقارير بـ (الجزيرة) أن تقدم مقاهي المملكة لمرتاديها نحو 6.6 مليون كوب قهوة يوميًّا.
الكافيهات الخاصة أو المتخصصة
أحيانًا يُقال مقهى، وأحيانًا كوفي شوب، وفي أحيان أخرى يقال كافيه.. وهو مكان خاص، يتجمع فيه الناس صغارًا وكبارًا لأهداف مختلفة، ولكن يجمعهم شرب القهوة أو الشاي أو غيرهما. ومؤخرًا بدأت تظهر الكافيهات الخاصة أو المتخصصة التي تجمع فئات خاصة بالمجتمع، تجمعهم هوية واحدة، مثل لاعبي كرة القدم أو سائقي السيارات المتميزة أو الفخمة أو مرتادي أو محبي الدراجات البخارية أو حتى محبي القطط أو محبي الكتب.. وعلى المستوى المهني فالمقهى هو شكل من أشكال المحال التجارية، وأحيانًا يكون أحد المطاعم، أو ربما من محال المواد الغذائية.
كافيهات المدن العالمية بنكهات متعددة
تشتهر المدن الكبرى، مثل لندن وباريس ونيويورك وبكين، بكافيهاتها، حتى أنك تجد نكهة وطعمًا خاصًّا بكل منها في كافيهاتها المتميزة، ولكل منها طقوس وممارسات وجلسات خاصة بنكهات.. ليست القهوة الساخنة فقط، ولكن امتدت إلى القهوة المثلجة وذات الفواكه، حتى البن لم يعد أسود فقط، وإنما أخذ ألوانًا متعددة. أما الجديد فهو المقاهي الثقافية التي احتلت علامات تجارية رائدة، مثل مقهى «لندن ريفيو أوف بوكس». وبالرغم من أن مقهى محبي القطط كان غريبًا إلا أن ظهور مقهى محبي الماعز كان الأكثر غرابة؛ لذلك لم يعد غريبًا أن نسمع في يوم ما عن مقاهٍ لمحبي أو هواة امتلاك الثعابين أو الأُسود مستقبلاً.
2300 مقهى بالمملكة بين الحداثة والعصرية
يصل عدد المطاعم في المملكة إلى نحو 26500 مطعم، وفي المقابل يصل عدد المقاهي - حسب تقديرات عام 2015 - نحو 2300 مقهى، تتوزع بين المقاهي العادية أو الشعبية وأخرى كافيهات عصرية من الطراز الحديث. وتتمثل أبرز سمات العصرية في تقديم القهوة المثلجة بنكهات غربية متعددة. إنها لم تعد قهوة ضارة بالصحة، أو قهوة سوداء، إنها قهوة لذيذة، كأنك على الشاطئ. وحسب آخر تقديرات منشورة، فإن الرياض، يليها مكة المكرمة، ثم المنقطة الشرقية، تمتلك أكبر عدد من المقاهي، إلا أن المقاهي الغربية تتركز الآن بمدينة جدة.
المقاهي ما بين خط البيع السريع والمقاعد الكثيفة
يوجد نوعان من المقاهي الآن: مقاهي البيع السريع، وهي التي تمتلك خطوطًا للبيع فقط، ولا يوجد مقاعد للجلوس عليها، وهو نمط المحال أو الأكشاك، خاصة في طرق الهاي واي التي تبيع أكواب القهوة والشاي دونما انتظار جلوس المرتادين. وفي المقابل، توجد مقاهي الجلوس في الشوارع الحيوية، التي ترغِّب مرتاديها للجلوس في مناطق بعينها أو مولات أو مناطق هادئة. وتقدِّر وحدة أبحاث الجزيرة عدد مقاعد المقاهي بالمملكة حاليًا بنحو 120 ألف مقعد، تتوزع على مدن المملكة كافة. كما يقدَّر حجم الطلب على خدمات المقاهي أو الكافيهات بالمملكة بنحو 800 ألف فرد، منها نحو 200 ألف فرد بالرياض وحدها.
المملكة تطلب القهوة أعلى من الشاي
نظرًا لارتفاع نسبة الشباب بالمملكة، الذين تفوق تصل في السكان بنحو 55 % في الإجمالي، فمن المقدر أن يتجاوز استهلاك القهوة حجم الطلب على الشاي. ومن المتوقع أن ينحصر الطلب على الشاي تدريجيًّا خلال السنوات المقبلة، خاصة لارتباط القهوة بنوع من الفخامة والعصرية لدى الشباب.
الاستثمار في الكافيهات.. أرباح هائلة في الانتظار
حتى الآن لا توجد تقديرات دقيقة لحجم الإيرادات التي تحققها المقاهي بالمملكة إلا أن الشاهد أن الكافيهات الحديثة بدأت تستحوذ على النسبة الأعلى من هذه العوائد، حتى أن التقديرات تتوقع نحو 3.5 مليار ريال سنويًّا لهذه العوائد، منها نحو 75 % عوائد للكافيهات العصرية، التي تبيع أكواب القهوة بقيم تزيد على 15 ريالاً، في مقابل استمرار المقاهي التقليدية في بيع أكواب الشاي بما لا يزيد على 2 إلى 3 ريالات.
أما أحدث صيحة في الكافيهات السعودية فهي انتشار الكافيهات النسائية التي باتت مقرًّا لتجمعات الفئات المنسجمة من النساء، سواء شابات أو سيدات، وأحيانًا أخرى تجمعهن مهنة أو هواية أو تخصص.. فقد انتشرت هذه الكافيهات داخل المشاغل أو النوادي أو غيرها. وتتوقع وحدة «الجزيرة» أن يتزايد عدد هذه الكافيهات بقوة مستقبلاً، خاصة داخل النوادي النسائية أو الرياضية أو حتى داخل المستشفيات.
وحول الاستثمار في المقاهي النسائية يرى التقرير أن محاولات افتتاح مقاهٍ نسائية كان مصير أغلبها الفشل.