بغداد - «الجزيرة»:
اتخذت القوات الأمنية العراقية إجراءات مشدّدة في محيط المنطقة الخضراء الشديدة التحصين بعد الصدام الذي وقع السبت، خلال تظاهرات «التيّار الصدري»، وما أعقبها من قصف للمنطقة الخضراء ودفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة عند بواباتها، بينما تعمل على تفتيش مناطق ذات نفوذ لـ«التيار الصدري وأدخلت قيادة عمليات بغداد في حالة التأهب القصوى لصدّ أي هجوم محتمل على المنطقة الخضراء»، وتضمنت الإجراءات غلق أغلب منافذ المنطقة الخضراء إلّا منفذا واحدا، بينما انتشرت قوات لواء بغداد عند هذا المدخل، بشكل كثيف جدّا، ونُشرت القطعات في محيط المنطقة الخضراء والقوات القريبة منها وكما بدأت بعمليات تفتيش للداخلين والخارجين في مناطق شارع فلسطين والبلديات وحي جميلة وحي الصدر، مما تسبب بتضييق كبير على الأهالي وحالة من الازدحام المروري الكبير»، يأتي كل ذلك عقب الصدام الذي وقع بين المتظاهرين والقوات الأمنية وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، ومن ثم قُصفت المنطقة الخضراء بقذائف هاون. في تلك الأثناء، تحدّث «التيار الصدري» عن «دخول جهات سياسية على الخط وقصفها المنطقة الخضراء، في محاولة لإسقاط حكومة العبادي». وقال النائب عن التيار، حاكم الزاملي، في حديث متلفز، «إنّ القصف الذي تعرّضت له المنطقة الخضراء نفذته جهات سياسية ضبابية»، مبينا أنّ «ما وقع من أحداث في تظاهرات السبت جاء لإحراج العبادي، إذ إنّ هناك جهات سياسية وأحزاباً نافذة، وقسم منها مشترك في العملية السياسية، لها تأثير وتحاول إسقاط الحكومة، هي من قامت بالقصف».
من جهتها أبدت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (اليونامي)، الأحد، عن قلقها إزاء إصابة عدد من المتظاهرين خلال التظاهرات التي اندلعت في بغداد وكذلك حيال إصابة عدد من أفراد القوات الأمنية، حسبما أوردت التقارير والتي وصلت إلى تسعة عناصر بين شهيد وجريح في صفوف القوات الأمنية، وسبعة شهداء إضافة إلى 360 جريحاً بينهم العشرات بالرصاص الحي وقالت في بيان صادر عنها إلى إن «الحق في حرية التجمع السلمي هو حجر الزاوية في الديمقراطية، ويتعين احترامه وحمايته من قبل المواطنين والحكومة والقوات الأمنية في كل الأوقات وتحت كل الظروف»، مضيفة، أن «للمواطنين الحق في التعبير عن رأيهم والمطالبة بالإصلاح والتغييرات وأن يسمع صوتهم، غير أنه ينبغي أن يتم ذلك بشكل سلمي مع الالتزام بالقانون، كما ينبغي على الحكومة والقوات الأمنية احترام وحماية حق المواطنين في الاحتجاج السلمي والتحلي بضبط النفس. ورحبت اليونامي بقرار العبادي بإجراء تحقيق علني حول الأحداث المأساوية التي وقعت وملابساتها وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، أمر بالتحقيق في الإصابات التي حصلت في الأجهزة الأمنية والمتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد وفي سياق آخر طالبت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات يوم الأحد بالاحتكام للقانون والدستور فيما يخص مطالب إلغائها من قبل متظاهرين، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة توفير الحماية لموظفيها ومكاتبها في البلاد وقالت المفوضية في بيان إنها «كجهة دستورية وقانونية ضمن منظومة الدولة العراقية تراقب عن كثب التظاهرات التي جرت يوم أول أمس السبت وهو حق دستوري وقانوني.