د. خيرية السقاف
لم يَعُد المساء آخر محطات اليوم ليُعاد كرّ الشريط..
هذا الاعتيادي مع الدوامة تبدّل!!..
فقط اللحظة المحرضة, تلهمك كل الوجوه,
تحضر لك معها مآتمَ أقاموها, أو أفراحاً صنعوها!!..
الذين غيروا الألوان في علبهم, وأجروا بعض التعديل في رؤوس الفُرَشِ, وشحذوا للحواف مشارط حادة..
الذين بالكاد بينهم تستخلص نقطة البداية, أو تتعرف موعد النهاية..
الساعات التي تعرفها في معاصم وقتهم معطلة, دلقوا توقيتها في لوحة شاسعة, مزجوه بخليط ألوانهم, ابتكروا له شكلاً آخر!!..
وأنت تقف خارج اللوحة لا يبين لك من الوقت أي مفرق,
لكنك بالكاد تمسك بخيط في البكرة وتجر!!..
تمسك به بقوة, وتستلهم,
يخالجك قلق مبهم ليس كلوحة داكنة تجر مخيلتك لمعقل التخمين, وتتركك معاقاً !!..
بكرة الشريط تكر لك قبل المساء, وعند الصبح, وبين الضحى, والعصر, أوقاتك التي لا تنكرها, ولا تجهلها..
لكنها بمواعيد الحرارة, والبرودة, بتوقيت الظلام, والشمس,
لما تزل خارج لوحة ألوانهم,
وهم يفترشون مساحاتها, يتمددون, يفترشون, يعتمرون, ويخلطون !!..
وأنت, في اللحظة التي يدق في صدرك بندول الوقت الحقيقي,
تخلص للسؤال:
وإلى أين ؟! ..
ثمة مفارق تتشعّب في مدى ناظريك..
وثمة مآرب تنزلق لمخابئها كالزئبق تراها ولا تتبيّنها ..
وثمة أعراس في الجانب المظلم تومض في خفوت..
وثمة مآتم تشرع على أبوابها في صخب لا تستوعبه..
وأنت الذي تقف خارج اللوحة, تتأمّل في الألوان المندلقة على مداها..!!