جاسر عبدالعزيز الجاسر
يربط العراقيون وبالذات المراقبون السياسيون الذين يتابعون نشاط المليشيات الطائفية في العراق، السلوك المشين لقوات الشرطة والأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية العراقية في مواجهة المتظاهرين يوم الجمعة وقتل سبعة منهم بتسليم قاسم الأعرجي وزارة الداخلية وتعيينه وزيراً للداخلية بعد اختيار حيدر العبادي له وفق حصص المحاصصة، فحسب تقاسم لمليشيات التحالف الوطني الشيعي الذي يرأسه عمار الحكيم الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة حيدر العبادي فإن منصب وزير الداخلية من حصة منظمة «البدر» المليشيا الإيرانية التي كونتها إيران إبان الحرب العراقية الإيرانية وكلفت بتنفيذ أعمال داخل العراق، ومنظمة البدر التي أصرت على أن تكون وزارة الداخلية من حصتها، وكان الوزير السابق من أعضائها، الذي استقال أو أجبر على الاستقالة بعد مجزرة بالكرادة التي أدت إلى مقتل مئات العراقيين في جريمة كانت نوعا من الصراع بين المليشيات الشيعية، وقتها اعتبرت مليشيات بدر المتورطة في تلك الجريمة، وقادتها الذين كانوا يتولون المسؤولية في وزارة الداخلية هم الذين سهلوا دخول الشاحنة التي تسببت في تفجير المجمع التجاري الكرادة، ولهذا فقد أجبر وزير الداخلية الذي ينتمي لمليشيات بدر على الاستقالة، وظل «شركاء» بدر في التحالف الشيعي يرفضون أن تبقى الوزارة بيد مليشيات بدر، إلا أن انضمام حزب الدعوة وجماعة نوري المالكي وجماعة عمار الحكيم، ثبت مرشح بدر كوزير للداخلية، إلا أن العراقيين الذين يطلقون على منظمة بدر «منظمة غدر» إشارة إلى توظيف ملالي إيران لها للغدر بالعراقيين التي اغتالت آلاف العراقيين من العلماء والضباط الطياريين العراقيين، ولهذا فإنهم بالإضافة إلى اشمئزازهم من الرضوخ لإصرار مليشيا بدر على الاحتفاظ بحقيبة وزارة الداخلية فزاد غضبهم لتعيين شخص يمتلك سجلا إرهابيا وإجراميا كقاسم الأعرجي الذي يفاخر بعمالته لملالي إيران ولا يترك أي مناسبة لإعلان عمالته لملالي إيران، ويتذكر العراقيون أن عمالة وزير داخليتهم الجديد الذي دعا في العام الماضي إلى إقامة نصب تمثال لقائد فيلق القدس الإيراني الإرهابي قاسم سليماني في العراق، إذ قدم قاسم محمد جلال الأعرجي عضو مجلس النواب العراقي في العام الماضي مقترحاً لمجلس النواب باسم منظمة بدر الذي يعد أحد قادتها.
ومع أن المقترح لم يحصل على الموافقة إلا أن تلك الواقعة ستظل تلوث سجله البرلماني، كسجله المليشياوي الذي يعد سجلاً إرهابياً، وهو ما أكدته القوات الأمريكية التي كانت تحكم العراق، فعلى الرغم من تحالف المحتلين الأمريكيين للعراق وتعاونهم مع الملشيات الطائفية التي مهدت لهم طريق الغزو ثم الاحتلال، إلا أن هذه القوات اعتقلته مرتين؛ الأولى في 17 أبريل «نيسان 2003» في مدينة الكاظمة ونقل إلى معسكر بوكا وبعد إطلاق سراحه في 17 يوليو «تموز عام 2003»، عادت القوات الأمريكية لاعتقاله في 17 يناير «كانون الثاني» عام 2007، وجرى تصنيفه كإرهابي خطير، وأطلقت سراحه بعد 26 شهراً من الاعتقال بعد قيامه بتعاون إيجابي مع قوات الاحتلال الأمريكي، مع التوصية بالاعتماد عليه ليكون قاسم الأعرجي كعميل مزدوج لمللاي إيران والمحتلين الأمريكيين.