سعد الدوسري
بعد أن هدأت زوبعة تعيينات الأجانب والأجنبيات في الخطوط السعودية يجب علينا أن نسأل أنفسنا، وأن نسأل كل المؤسسات التي تستعين بالأجانب على حساب المواطنين، سواء الخطوط السعودية أو غيرها:
- لماذا قضيتم كل هذا العمر دون أن تستثمروا في أبنائكم وبناتكم؟! لماذا كان همكم الأساس هو حجم رواتب؟!
لنواجه أنفسنا بكل جرأة.. لقد شهدنا في مثل هذه المؤسسات حضورًا طاغيًا لقيادات تستلم رواتب فلكية، دون أن نلمس أية إنجازات منهم. واستمر الحال على هذا المنوال، وأخذ مستوى الخدمات ينخفض، وحجم الرواتب يزداد، إلى درجة شعرنا معها بأن المؤسسة يتم التهامها من قِبل مجموعة من القيادات الوظيفية، على حساب الخدمات التي يجب أن يحظى بها العميل.
لقد أهملت تلك المؤسسات صناعة القيادات.. لم تصرف بسخاء على تأهيلها بسخاء كما صرفت لها رواتب وامتيازات. وفي النهاية، كان من الطبيعي أن تواجه عجزًا ماليًّا، وأن لا تحظى باحترام الجمهور المستفيد من خدماتها، وأن تكون في ذيل قائمة المؤسسات المقدمة للخدمة. فهل بعد ذلك سيصلح الحال؟!
لن نكون متشائمين. سنقول إنه بالإمكان توجيه الخبرات الأجنبية باتجاه تأهيل القيادات الشابة، وجعلها تتهيأ بأقرب فرصة لشغل المناصب العليا. وإن لم يحدث ذلك فإننا سنرجع «للطير ياللي»، وسيكون المستفيد من هذا كله الاستشاريين والاستشاريات، من خلال ما سيتقاضونه من رواتب، وما يغلقونه من آفاق التدريب.