مهدي العبار العنزي
كل أمة من الأمم تعتز بتاريخها وحضارتها، وتعتز بما يقدمه الإِنسان من أعمال جليلة مرتبطة بتقدم أمته ورقيها، ولوعدنا إلى تاريخ الحضارة لوجدنا أن لهذه الأرض اليد الطولى، ولوعدنا إلى تاريخ القيم والفضائل لوجدنا أن للشعب السعودي المكانة المتقدمة بين شعوب العالم قاطبة، نعم انه الشعب الذي يتحلى بقيم الإسلام وفضائله وقيمته، انه الشعب السعودي الذي يغيث الملهوف ويساعد المحتاج ويكرم الضيف، ويحافظ على حقوق الإِنسان وكرامته ومد يد العون له ليكون لبنة صالحة في مجتمع أغلبه صالح ولله الحمد والمنة.
إن التفاعل الذي يبديه العدد الأكبر من المواطنين وعلى مختلف مستوياتهم مع الكثير من القضايا الاجتماعية لأي شخص كان يدل على هذا التلاحم وهذا التفاعل وهذا الحب الذي بنيت جسوره على نصرة المظلوم والوقوف إلى جانبه في كل زمان ومكان، وإحقاق الحق وإظهاره ليكون ساطعا متجليّاً لا يخضع لأهواء من زلت أقدامهم إلى الهاوية، ضاربين بأمجاد هذه الأمة عرض الحائط غير مبالين وغير مدركين بما تمر به البلاد من أزمات افتعلها أعداء الإسلام، وطبقها المغرر بهم من العرب، ولكنهم سيعجزون لأن بلاد الحرمين وشعبها الواعي متنبه لهذه الأمور متبين لها متثبت بعواقبها وأهدافها.
هناك من يعتقد أن العولمة والعالم السريع والزمن المتقلب قد جرف السعوديين وحرفهم عن الطريق الذي كان يسلكه السلف الصالح، وانه أثر على تفكيرهم وأصبحوا يتفقون مع من يريد إضعاف قدراتهم العلمية والعملية والدينية، وهذا لن يحصل أيضاً لأن هناك رجالاً يميزون بين الخير والشر، وهناك علماء لا يحللون المحرم ولا يحرمون المحلل، وهناك شباب يعي أهمية المرحلة ويدرك أبعادها، وهناك نساء مربيات فاضلات يتعاملن مع الأجيال على أنهم عدة المستقبل وصمام الأمان.
إن من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي ويجد هذه الهبة من اغلب الناس مع مشاكل أسرية ومرضية وقضايا عقوق وأرامل وحقوق أيتام وقضايا لها علاقة مباشرة بحقوق الإِنسان وكرامته يدرك هذا الحب المنقطع النظير بين أبناء هذا الوطن، بل وتعدى ذلك إلى المقيمين وقضايا عربية وإسلامية أخرى.. نعم يحق لنا أن نفخر بأن حقوق الإِنسان مصانة هنا وان الأمجاد هنا وأن التاريخ شاهد على مواقفنا التي يجب الحفاظ عليها، لأنّها جزء مهم من وجودنا وكرامة أجيالنا.