منذ العام 1970 وكوريا الجنوبية لديها الرغبة في تمكين وتوطين الصناعات العسكرية، وخلال عقدين من الزمن لم تستطع تحقيق الاكتفاء الذاتي بل أصبحت من أكبر المصدرين للصناعات العسكرية في العالم.
القصة بدأت من عام 1948إلى عام 1968حيث كانت كوريا الجنوبية تعتمد اعتمادا كليا على استيراد احتياجاتها من الولايات المتحدة الأمريكية يزامنه ضعف في الصناعات المحلية. قرر الرئيس نيكسون في العام 1969سحب بعض القوات الأمريكية مما ولّد الشعور بالخطر و حفّز الرغبة في الاعتماد على النفس والبدء بتوطين الصناعات العسكرية، وكان هناك عدة نماذج لكي تكون النهج المتبع لحكومة كوريا الجنوبية.
النموذج الاول حيث تكون الدولة مسؤولة مسئولية كاملة مثل الصين.
النموذج الثاني هو الأمريكي حيث تكون هناك شركات متخصصة في الصناعات العسكرية.
النموذج الثالث هو ان تكون الشركات الصناعية هي من تقوم بالصناعات العسكرية عن طريق إنشاء كيانات تحت مظلة الشركة الأم مستخدمةً نظرية التكامل العكسي مثل اليابان.
هذه النماذج تخضع لسيطرة الدول بدرجات مختلفة وقد اختارت حكومة كوريا الجنوبية النموذج الثالث ولهذا نجد شركات مثل سامسونج و هيونداي لديها صناعات عسكرية.
مرحلة الإحلال 1969-1979
أنشئت هيئة تطوير الدفاع، من مهامها مساعدة القطاع الخاص في انتاج وتطوير الصناعة العسكرية للحصول على التقنيات ووضع السياسات وتشجيع الاستثمار في القطاع العسكري.
مرحلة التطوير 1980-1990
التركيز على تطوير وتنويع المنظومة العسكرية ذات التقنية العالية.
بحلول العام 1985وصل حجم الصادرات العسكرية 2،78 بليون دولار وفي عام 1988كان هناك أكثر من 92 شركة للدفاع.
مرحلة التوسع
استمر الدعم الحكومي وأنشأ في عام 2006 برنامج الاستحواذ الدفاعي (DAPA) لنقل الصناعات العسكرية لمصاف الدول المتقدمة والدفع بالشفافية.
هناك الكثير مما ممكن ان نستقيه ليصب في مصلحة التصنيع المحلي في ظل رؤية 2030 فإن المملكة قادرة بإذن الله على رفع نسبة التوطين من 2 بالمئة الى 50 بالمئة من الإنفاق العسكري ما يعادل 57 مليار ريال تقريباً ستضاف الى قيمة الناتج المحلي.
فإن من المهم وضع البرامج لتحقيق هذه الرؤية وهنا بعض الافكار المستقاة من التجربة الكورية:
1 - تغذية الدافع القوي لإنجاح هذه التجربة قال تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)(60) الانفال.
2 - خلق شراكات إستراتيجية لتوفير الدعم التقني من عدة مصادر.
3 - مراجعة شروط نقل التقنية خاصةً شروط التسويق. من أبرز التحديات التي واجهت النهضة الكورية هي القدرة على التصدير.
4 - تحفيز القطاع الخاص عن طريق القروض الميسرة وضمان عدم المنافسة وعمل عقود شراء طويلة المدى.
5- إنشاء وكالة لتنظيم القطاع العسكري الصناعي من مهامها:
أ- التخطيط وإدارة السياسات الخاصة بالدفاع والعمل على حوكمة الأنظمة.
ب- تعزيز صناعة الدفاع ومراجعة السياسات الخاصة بالتصدير والتسعير ومراقبة الجودة.
ج- وضع أنظمة لمراقبة جودة المشاريع.
د- تطوير إدارة مشاريع الدفاع عن طريق المساهمة في تعظيم الفائدة ووضع استراتيجيات واضحة.
هـ- إدارة العقود والموردين للقطاع العسكري ووضع معايير موحدة.
إن أي نموذج يكون فيه إشراك للقطاع الخاص سوف يكون فعالاً وناجحاً بإذن الله.
أيمن أحمد الحازمي - مهتم بالشأن الصناعي