حميد بن عوض العنزي
الاستثمار في السياحة والترفيه له قنوات عديدة ومجالات واسعة تتوالد الأفكار والمشروعات من بعضها البعض، ولعل في الأيَّام الماضية شاهدنا حجم الإقبال الهائل على مهرجان الجنادرية وشغف الجماهير إلى مثل هذا المهرجان الذي يأتي توقيته مع اعتدال المناخ والأجواء الجميلة، وهو ما يمكن ان يخلق منه استثمارا شبه دائم ومتنفسا لسكان الرياض وزوارها طوال فصلي الشتاء والربيع.
ان مرور أكثر من 31 عاما على هذا المهرجان الوطني الكبير دون تغيير أو تطوير في فكرة الاستفادة منه أمر يجب ان ينظر فيه بجدية، وحتما ستكون الفرص كبيرة جدا لاستغلال هذا المهرجان على كافة الأصعدة الثقافة والتراثية والسياحية وكذلك الاستثمارية.
واعتقد لو ان وزارة الحرس الوطني والهيئة العامة للسياحة والتراث وهيئة الترفيه تشاركوا في جلسة عصف ذهني للخروج برؤية جديدة للمهرجان من حيث الاستثمار والتوقيت واستمراره لما لا يقل عن ثلاثة أشهر، أجزم انهم سيخرجون بنتائج رائعة.
يتحدث البعض عن ان من المعوقات ان المشاركين في المهرجان من الحرفيين وغيرهم ممن يقدمون من خارج الرياض سيواجهون مشكلة في البقاء لأشهر، وهذا المعوق اعتقد يمكن التغلب عليه باستغلال بعض الأجنحة ومقرات بعض المناطق للاستثمار من قبل رجال الأعمال في تلك المناطق بحيث يتم تشغيلها وتفرض رسوم رمزية على دخول المهرجان وتنشيط الجانب التجاري داخله مع الاحتفاظ بالبيئة التراثية.
اعتقد ان بقاء هذه القرية التراثية الرائعة مغلقة طوال العام يُعدُّ إهدارا لفرص استثمارية وسياحية كبيرة لو استغلت بشكل مدروس ستعود بالفائدة على الدولة وكذلك على المواطن الذي سيجد فيها متنفسا جميلا له ولأسرته خصوصا إذا ما تم خدمتها بمزيد من المطاعم والمقاهي ومرافق الترفيه.