إبراهيم بن سعد الماجد
لم تكن رحلة عادية, كانت رحلة شموخ وعزة.
من وسط الوطن إلى حده الجنوبي, حيث المدفعية والرشاش والقاذفة والطائرة, وهؤلاء الرجال الذين لم نجدهم رجالاً كما هم الرجال, بل كانوا أشداء أصحاب عزيمة لا تعرف الهوان.
في قصر الإمارة حيث أمير المنطقة الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد, الرجل العسكري بعزمه والإداري بحكمته ورويته, حدثنا بحديث القائد ذي العزيمة التي لا تعرف الخور, وبالصدق الذي لا يعرف التزويق والتضليل, قال حقيقة كنا نعرف جزءًا منها, وقال معلومة كنا نبحث عنها, أثنى على رجال نجران واصفاً أن كل من يقيم على هذه الأرض من هذا الوطن فهو مواطن نجراني، وقال: أنا أولهم فنحن أهل نجران, لا نعرف إلا التقدم, ولا نضمر إلا الانتصار.
نجران المدينة الوادعة المتجللة بهذا التضاريس الوعرة, كان ليلها كأجمل الليالي بأهلها الذين لهم تاريخ يحكي رجولة ووفاء لهذا الوطن وقيادته.
نجران الحد الجنوبي للوطن، حيث رجال قواتنا المرابطين والمدافعين عن هذا الوطن وأهله, حدثوني عن الشجاعة والبسالة والوفاء والضمير الحي والعقيدة الصادقة واليقين والثبات, أحدثكم عن رجالنا في الحد الجنوبي.
قائدهم.. وكلهم قادة، اللواء الركن عبدالله الذويخ الذي أفاض علينا من كرم أخلاقه من المعلومات عن هذا القطاع المهم، الذي للأسف يجهل الكثير دوره الكبير والخطير, كما يجهل مصاعب رجاله في السلم فكيف في الحرب.
رجال حرس الحدود وجدناهم صمام أمان لأمن وأخلاق وعقول أبناء هذا الوطن, فكم من أطنان الحشيش ضبطوها وكم من ملايين الحبوب وكم من الأسلحة والذخائر, وكم من المتسللين.. وكم وكم, جهود عظيمة لا يمكن أن يتخيلها من يتكئ على أريكته في منزله أو مكتبه.
عدنا ونحن أكثر سعادة وفرحاً بهذا الوطن ورجاله وحرس حدوده الأوفياء لدينهم ووطنهم وقيادتهم.
الحد الجنوبي وقواتنا المسلحة المقال القادم -بإذن لله-.