عبده الأسمري
من جيل الأحفاد ومن رعيل صناع الأمجاد. .تشكيلة بشرية معرفية.. وكينونة إنسانية منهجية.. يتكئ على رصيد مديد من العلم وسند مديد من الخبرة والوطنية. ربط المعرفة بالعمل فارتبط بحب الناس وترابط مع عشق منطقته وعبق مسيرته.
انه أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أحد أبرز أمراء المناطق والمؤلف الشهير وصاحب السيرة النيرة بالشهادات العليا المستنيرة بالعمل والتخطيط والإنتاج.
بوجه «أميري» مسكون بسمت يقترن بالإنصات وصمت يرتهن للاستماع وكاريزما فاخرة تعلوها حكمة وتتقاطع معها حنكة وبملامح تشبه والده وتتشابه مع جده الملك سعود وعينان واسعتان تشع منهما نظرات السداد، وابتسامة يوزع جلها للمواطنين وأصحاب القضايا ويتوزع باقيها على موظفيه ومعارفه. وملمح فريد من التواضع والهيبة. وصوت أميري تعلوه «مفردات الدرجة العلمية» وتتنازل منه «كلمات القرار» وتنبع منه «موجبات الأمر» مع «لهجة وطنية عامة يجود بها أملا نحو صاحب القضية ويريح بها طالب حاجة، يظل الأمير رمزاً من رموز المسؤولية.
في الرياض ولد وتعلم من أسرته «حب العلا» و«عشق المعالي» وفي اتجاهات متعددة كان يرى السياسة والقرار والحكمة تنطلق من قصور أجداده، ومن مواقع العمل فتأثر بهذا الوهج السياسي والمعرفي فدرس العلوم السياسية ونال البكالوريوس فيها من جامعة الملك سعود عام عام 1402هـ ثم توظف في وزارة الدفاع والطيران في إدارة التعاون والمساعدات الخارجية، ثم عمل بهيئة استخبارات وأمن القوات المسلحة بنفس الوزارة وابتعث لأمريكا ونال الماجستير في العلوم السياسية عام 1408 وتعين بعدها مستشاراً بمكتب سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ونال سموه الدكتوراه من المملكة المتحدة عام 1420هـ في بحث مميز عن التطور السياسي للمملكة.
وفي عام 1427هـ صدر أمر سامٍ بتعيينه نائباً لأمير منطقة القصيم بالمرتبة الممتازة، وتم تجديد الثقة الملكية فيه مرة اخرى وأمضى سموه في هذا المنصب 9 سنوات و50 يوما، وقد خلد في قلوب «أهالي القصيم» بصمات إنسانية وفي جميع مجالات التنمية والأرض والمكان من خلال إسهامات تنموية وتطويرية هائلة كانت وستظل مرتبطة باسمه. وفي تاريخ 26 - 5 - 1435هـ صدر الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتعيين سموه أميراً لمنطقة القصيم.
يهتم الأمير فيصل بالتأليف، حيث صدر له كتاب «المجالس المفتوحة والمفهوم الإسلامي للحكم في سياسة المملكة العربية السعودية» عام 1420 بتقديم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وترجم للانجليزية، وكتاب التطور السياسي في المملكة العربية السعودية وتقييم لمجلس الشورى عام1420هـ وكتب تقديمه الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله- وترجم للانجليزية عام 1422هـ وكتاب «رسائل أئمة دعوة التوحيد»، وكتاب «سر دوام النعم» وكتاب «الأمان الثاني» وترجم لعدة لغات، كما شارك سموه مع الفريق العلمي لتأليف كتاب «السعوديون والإرهاب»، وكتاب «الدبلوماسية والمراسم الإسلامية» وترجم لعدة لغات عالمية، وكتاب «خير جليس» وإصدار توثيقي وصوتي عن تاريخ الدولة السعودية منذ نشأتها حتى اليوم «1744م ـ 2010م»، وكتيب مختصر تاريخ الدولة السعودية للفترة من 1157هـ 1431هـ، وكتاب من رسائل الملك سعود بن عبدالعزيز (رحمه الله) الدعوية ولسموه كتاب «التحديات والتغيرات» وهو تحت الطبع.
ولسموه مشاركة في الندوات واللقاءات والمحاضرات، ونشاطات خيرية ومبادرات اجتماعية متعددة منها وعضويات في عدة جهات ومواقع من خلال عضويات تأسيسية ورئاسة مجالس إدارات وعضويات شرفية وفخرية مختلفة.
اتجاهات من العمل وبصمات مضيئة وسجلات شرف سجلها الأمير ماضيا وحاضرا تسير نحو المستقبل المشرق لمنطقة القصيم في شتى ميادين دعم الشباب والأسر والمزاعين والمرضى والمرأة والمواطن في كل أموره واحتياجاته ومطالبه وتنميته، وفي كل منحنيات الخدمات في الصحة والتعليم والبلديات والطرق والتنمية الاجتماعية وفي مجالات التخطيط ومسارات الاستراتيجيات التي نقلت القصيم ليكون أنموذجا للعمل المميز والانتاج المتميز لمستقبل الانسان والمكان. في مختلف الميادين والاتجاهات.
سيظل الأمير فيصل واجهة للعمل المؤسساتي المهني ومنهجا بشريا في المسؤولية والمهام المعرفية والتخطيط الاستراتيجي والتنمية الوطنية.