عبدالله العجلان
لم يكن أكثر المناوئين لاتحاد الكرة السابق يتوقع أن تصل تجاوزاته الى هذا القدر الذي صرح به رئيس الاتحاد الحالي المهندس عادل عزت في حواره الاخير مع الزميل وليد الفراج في برنامج أكشن يا دوري، ولم يكن اكثر المتشائمين يتخيل انه كان يدار بهذه الفوضى التي من المؤكد انها تخفي وراءها المزيد من التدابير والقرارات الخاطئة والمؤثرة على اداء الاتحاد نفسه وعلى طريقة تعامله مع الاندية في هذا الشأن الحساس والخطير وتحديدا في موضوع الانفاق وحجم الديون المغيبة.
وطالما لم تصدر من الاتحاد السابق توضيحات ترد وتنفي ما ذكره عزت ستبرز تساؤلات ملحة ومنطقية: أين الجمعية العمومية في الاتحاد؟ اين الرقابة المالية من الهيئة واللجنة الاولمبية؟ كيف تمت المصادقة على حسابات الاتحاد الختامية في نهاية مدته دون مراجعة او تدقيق يثبت بالارقام الصحيحة وليست الهلامية حقيقة موقفه المالي؟ لماذا حورب عضو الجمعية السابق خالد المعمر والاعضاء المؤيدون له ولم يسمح لهم بعقد الاجتماعات الدورية النظامية العادية وغير العادية للجمعية العمومية، وبحث مطالبهم والتي كان أهمها ميزانية الاتحاد وضبط ومعرفة ايراداته ومصروفاته؟.
الآن تبدد استغرابنا وتذمرنا من رؤى وافكار وتصريحات بعض اعضاء الاتحاد السابق والتي جسدت الوضع غير الطبيعي والاجواء المتوترة داخل الاتحاد، ومن صمت الأخير وعجزه عن محاسبتهم على تطاولهم وتشكيكهم، وبخاصة من العضوين عبداللطيف بخاري وسلمان القريني، واكتشفنا ان العملية عبارة عن صراعات انتهازية لتحقيق مصالح واهداف شخصية من جهة ولارضاء الميول والضغوط من اندية بعينها من الجهة الاخرى على حساب انضباطية اداء الاتحاد وعدالة قراراته وتعامله مع الأندية، الأمر الذي جعل ـ على سبيل المثال ـ الدكتور بخاري يغطي على هذه الفوضى الواقعة والملموسة ويهرب منها لصرف الانظار عنها بالحديث عن اكاذيب وخيالات واوهام تمس نادي الهلال، كذلك فعل القريني بقوله ان هنالك تدخلات خارجية تفرض عليهم التوقيع على قرارات معدة ومكتوبة مسبقاً، بينما لم يشر أي منهما الى الرواتب التي تذهب لموظفين لا وجود لهم، والى الملايين المصروفة على سكن وانتداب اعضاء الاتحاد، وكيف أنفقت عشرات الملايين الخاصة بالنقل التلفزيوني ورعاية الدوري، وغيرها من ملفات مالية وإدارية وفنية كانت مثار الجدل والتنديد والتشكيك طيلة السنوات الأربع الماضية..!
ولأن مثل هذه القضايا هي من عطلت عمل الاتحاد ونشرت التخبط في أرجائه ولجانه، وسلامة وانضباطية مسابقاته، وبالتالي أضعفت مخرجاته فإن الأمر بالنسبة للتصريح الأخير للمهندس عزت لا يتوقف عند هذه الإشكاليات فحسب وانما يتعداها الى كونه يسيء مباشرة لسمعة وسيرة ومكانة مجلس الاتحاد السابق من رئيسه أحمد عيد الى الأمانة العامة وكافة أعضاء المجلس، إضافة الى أعضاء الجمعية العمومية، كما يثير اكثر من علامة استفهام حول موقف الهيئة ودور اللجنة الأولمبية.
لذلك وكي لا تزداد الأوضاع تعقيدا وتنقلب الى ملاسنات وصدامات بين الاتحاد الحالي والسابق وتكون الكرة السعودية اندية ومنتخبات هي الضحية خصوصا في هذه المرحلة المفصلية الحساسة من مشوار المنتخب الأول في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018م، من الضروري تدخل الهيئة الرياضية وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وتوضيحها وكشفها امام الرأي العام بكامل تفاصيلها، سواء باثبات او نفي ما جاء على لسان رئيس الاتحاد عادل عزت، واتخاذ الخطوات القانونية والقرارات الحاسمة الحازمة المنصفة للجميع.
من الآخر
· نتمنى بمثل ما شدنا وأعجبنا رئيس اتحاد الكرة المهندس عادل عزت بارائه وافكاره وتوجهاته فيما يتعلق بخطط الاتحاد المستقبلية وأسلوب عمله ان نرى ما قاله يتحقق على ارض الواقع وبالذات في تطبيق الأنظمة واللوائح على الجميع بلا استثناء او تمييز او تفضيل ناد على آخر.
· أصبح الحكم الأجنبي عند بعض إدارات الأندية والإعلاميين المطبلين لها مجرد ورقة يستخدمونها لتبرير فشلهم والتلاعب من خلالها بمشاعر الجماهير، تختفي تماما ساعة الجد.!
· إدارة النصر شكرت إدارة الشباب على تعاونها وتجاوبها في موضوع انتقال الحارس وليد عبدالله، لكنها لم تتخذ نفس الموقف مع لاعبها عوض الخميس المنتقل حديثا للهلال.
· ما يحدث لفريق الأهلي في الفترة الأخيرة نتاج طبيعي لانشغالهم إدارة وأعضاء شرف وإعلاماً بالحارس محمد العويس، وبالمناسبة سبق ان حذرت وطالبت عقلاء الأهلي بردع وإيقاف تمادي وتهور واستعلاء الإعلاميين المحسوبين عليهم.