يوسف بن محمد العتيق
قبل أكثر من ألف سنة عاش الأديب الكبير محمد بن خلف بن المرزبان، ومن غير المستغرب أن يتحدث أحدنا في عصرنا الحاضر أن زمنهم كان الناس أكثر تمسكاً بالقيم والمعاني النبيلة من الزمن الذي بعدهم، وهذا أمر نشاهده في كل زمن أن أبناء هذا الزمن يقولون عن الزمن الذي قبلهم أنه الزمن الجميل.
الشاهد أن ابن المرزبان هذا، وهو متوفى في سنة (309 هـ) أتته لحظات غضب وعتاب قوي من أهل عصره إلا أنه لم يجعل هذا العتاب والغضب كلمات شفهية تروى عبر الرواة، بل وثق مشاعره في كتاب لم يتوقف نسخه، ولم تتوقف طباعته حتى يومنا هذا.
ألف ابن المرزبان كتابا أسماه (تفضيل الكلاب على الكثير ممن لبس الثياب)، وعنوان الكتاب الصادم يدل على مضمونه حيث حشد النصوص والقصص التي تدل على الوفاء عند الكلاب متحسراً على عصره وأهله الذين لم يخل كثير منهم من الخسة والغدر وانعدام الوفاء.
والسؤال الذي يدور في ذهني حال قراءة هذا الكتاب: هل هذه المشاعر التي كتبها المؤلف كتبت لأجل التوثيق أم أنها مشاعر طارئة ولحظة غضب وعتب مؤقتة لكن من بعده وثقوها وأعطوها صفة الاستمرارية.
الآن نجد في بعض الأشخاص أنه ينتقد العصر والمجتمع بأوصاف قاسية لكنه نقد مؤقت وقد يكون غير صادر من القلب بل من اللسان؟
فكتاب ابن المرزبان ومشاعره كيف ننظر لها وكيف نقرأها؟
وهل يحق لنا الحكم على عصره من خلال كتابه؟
أترك الجواب لكم...