«الجزيرة» - علي بلال / تصوير - عبدالرحيم نعيم:
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، افتتح معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، امس المؤتمر الدولي الثاني لقسم الإعلام بجامعة الملك سعود، والذي جاء بعنوان (البيئة الجديدة للإعلام التفاعلي في العالم العربي، الواقع والمأمول) بمشاركة وحضور نخبة من الباحثين والمتخصصين في مجالي الإعلام والاتصال. وأكد معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، على أن قطاع الإعلام يشهد ثورةً كبيرةً على مستوى الوسائل وحجم الانفتاح ومدى الانتشار، حتى تضاعف دور الإعلام وأثبت قدرته الهائلة على التأثير في جميع مناحي الحياة، مشيراً إلى وسائل الإعلام بمختلف أصنافها وأشكالها، تعد الوسيلة الأقوى لتمرير الأفكار، وكسب الولاء أو إثارة الكراهية، وتوحيد الصف أو إحداث الفرقة، ونشر الأمن أو إشاعة الفوضى، مؤكداً على محورية الإعلام بوسائله المختلفة في حياة الأفراد والمجتمعات. وقال معاليه: «دول العالم الحديث تعتمد في بنائها على ثلاثة أركان رئيسة، حيث تعتمد على السياسة والاقتصاد والإعلام، وقد صار الإعلام في موازاة ركنين كبيرين بسبب أثره المباشر في بناء شخصية الإنسان وتكوين أفكاره، بل إن بناء الدولة في المحورين الأولين لا يتحقق إلا بالاعتماد على الإعلام، بوصفه القناة الوحيدة لطرح الأفكار، وكسب التأييد، وتهيئة الشعوب للصورة التي سيوضع فيها أنموذج الدولة السياسيّ أو الاقتصادي، والحقيقة أنه يحسب للإعلام تعاطيه المثالي مع كلّ وجوه التطور التقني والحضاريّ، بمسارعته إلى استثمار معطيات التقنية، والتكيّف مع إبداعاتها». وأضاف: «حسبنا الاطلاع على الوجوه العديدة للإعلام الرقمي والإلكتروني اليوم، لنرى كيف يتحرك بالتوازي مع عطاءات التقنية، والمملكة اليوم تحتل مركزاً متقدماً في جميع إحصائيات استخدام الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعيّ في العالم العربي، ولهذا فإن المتخصصين في الإعلام أمامهم مسؤوليات متعددة الوجوه تفرض عليهم ضرورة التعاطي الأمثل مع هذه المتغيرات، والسعيّ الجاد إلى حمل رسالة إعلامية هادفة تساهم في تشكيل الهوية الوطنية والأخلاقية للوطن والمجتمع، مع استحضار اليقين بأن هويتنا الإعلامية إن لم نبادر نحن إلى رسمها بأنفسها فسيتولى غيرنا صياغتها وتلوينها وتقديمها في صورة لا تتناسب مع مكونات هويتنا الوطنية، وما ييد مسؤولية المتخصصين في الإعلام في بلادنا، أننا نعيش نقلة جديدة بخطة مختلفة صيغت معالمها في رؤية المملكة 2030، وهذه تتطلب مواكبة إعلامية شاملة عميقة، داعمة ورافدة حتى تتحقق الأهداف». وقدّم معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور بدران العمر في ختام كلمته، خالص شكره وامتنانه لمقام خادم الحرمين الشريفين ونائبيه -يحفظهم الله جميعاً- على دعمهم المستمر للجامعة ومناسباتها، كما تقدم معاليه بالشكر الجزيل لراعي مؤتمر الإعلام التفاعلي، صاحب السموّ الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، لدعمه المستمر للجامعة في مناسباتها وأهدافها.
من جانبه أكد عميد كلية الآداب المشرف العام على المؤتمر صاحب السمو الأمير الدكتور نايف بن ثنيان بن محمد أن المؤتمر يأتي في وقت يعد فيه الإعلام سلاحا مهما، موضحا أن المؤتمر يسلط الضوء على ظاهرة التفاعلية لوسائل الإعلام الرقمية الصاعدة في المشهد الإعلامي وتأثيراتها الحالية. وأبان رئيس قسم الإعلام ورئيس اللجنة العلمية الدكتور علي العنزي أن وسائل الإعلام الجديد وفرت فرصا وسمات اتصالية تخطت الإعلام التقليدي، مشيرا إلى أن المؤتمر يكشف التحول الذي شهده الجمهور العربي في الألفية الثانية وما صاحبه من تغيرات نوعية لطبيعة وسائل الإعلام. بعد ذلك كرم مدير الجامعة الجهات الراعية للمؤتمر ومنها جريدة الجزيرة واستلم الدرع الزميل علي بلال، ثم افتتح مدير جامعة الملك سعود المعرض المصاحب للمؤتمر. بعد ذلك بدأت الجلسة الأولى بعنوان «وسائل الإعلام التفاعلية والجمهور» ورأسها الدكتور نايف الثقيل وتحدث فيها كل من الدكتور أحمد محمد الجميعة أستاذ مساعد بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بورقة عن «الأجندة التوافقية بين وسائل الإعلام وقادة الرأي تجاه قضايا الإصلاح الاقتصادي في المجتمع السعودي - دراسة تحليلية في ضوء البيئة الجديدة للإعلام التفاعلي»، وأكد المجتمع السعودي قارئ واعي لكل ما في رؤية المملكة 2030 من إيجابيات وسلبيات تستطيع أن تحقق له الكثير من التطلعات والآمال في المستقبل، مشيرا أن قادة الرأي ووسائل الإعلام ساهموا جميعا في إحداث هذا التوافق والدليل أن حوالي 76 % من التغريدات التي نشرت عن قضايا الإصلاح الاقتصادي في المملكة كانت موضوعية وهذا مؤشر إيجابي ودافع لتعزيز رؤية المملكة 2030 . وتحدثت الأستاذة فائزة محسن الحربي من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في ورقتها بعنوان «الغوغاء الاجتماعية» قائلة: هناك اشخاص في المجتمعات المختلفة يعملون لصالح عدد من المنظمات الفكرية والسياسية دون وعي منهم ويروجون لرسائل هذه المنظمات بطريقة عشوائية غير مقصودة تساهم بشكل كبير في إنجاح وتحقيق أهداف هذه المنظمات، كما تساعد في سرعة انتشارها وفي الغالب تكون هذه الأهداف ضارة ومهددة لأمن المجتمعات واستقرارها فتساهم في بث الإشاعات المتنوعة داخل المجتمع. وقال المتحدث الأستاذ مثنى باظريس من جامعة حضرموت في ورقته بعنوان «أثر التفاعلية في الإعلام الجديد على زيادة الوعي السياسي لدى الشباب»ن شبكات الإنترنت أثرت على زيادة وعي الشباب وزادت من انتباههم وأبعدتهم عن المحور التقليدي الذي يسبب الملل لهم مما يخلق زيادة في المعلومات التي يتلقونها، مشيرا أن الإعلام التقليدي يزيد من الوعي السياسي للطلاب لكن بدرجة أقل من الإعلام الجديد المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي. بعد ذلك الجلسة الثانية بعنوان «المستخدمون وإدارة المحتوى التفاعلي» ورأسها الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة وتحدث فيها كل من الدكتور السيد بخيت محمد درويش، والدكتور ساعد ساعد، والدكتور طالب كحيول. وقال الأستاذ خالد المالك في كلمته بالجلسة: «جامعة الملك سعود أول جامعة ينطلق منها أول قسم للإعلام بين جامعات المملكة، وفي بدايته اقتصر على الشباب فقط وكانت الزميلة المرأة مستثناه من القسم لعدم ربما في ذلك الوقت النظرة إلى أن هذا النوع من التخصص لا يستهوي المرأة ولا يوفر لها الملاذ الوظيفي وكنت ممن دعا في مجموعة مقالات إلى أن يفتح المجال أمام المرأة لتشارك كإعلامية في هذا القسم وهذا ما حدث لاحقا». وقال: جامعة الملك سعود الأم في المملكة وايضا هذا القسم الذي يتبنى تنظيم هذه الجلسات عن الإعلام التفاعلي هو الرائد في هذا المجال دون تهميش أو نظرة دونية لبقية كليات الإعلام في الجامعات الأخرى. وقال المالك: نحن في عصر تدفق المعلومات والجمهور يستطيع تفاعليا بوجود الإنترنت أن يكون مستخدما ايضا لوسائط الإعلام طبعا هذه التقنية العالية هذا الأسلوب الحديث الجديد المتمكن المتغلغل في البيئة الإعلامية ليكن كذلك لولا وجود الإنترنت وبالتالي نحن أمام تغير وحدث وهزة كبيرة جدا لوسائل الإعلام تنوعت وتعددت وأصبح الجمهور ايضا يملك صحيفة ويملك وسيلته الإعلامية ويستطيع أن يتفاعل ويكون موضوع الإعلام التفاعلي سواء سلبا أو إيجابا، وما تحدث به الباحثون كان يصب في هذا الموضوع واعتقد نحن لسنا فقط امام الحدث التفاعلي أو الإعلام التفاعلي ولكن علينا أن نتساءل ما ذا بعد الإعلام التفاعلي ؟ وما هي المرحلة القادمة ؟ وما هو التغير المستقبلي بالنسبة للإعلام التفاعلي. وتساءل المالك كيف يمكن لدولنا العربية أن توظف هذه الإمكانات الهائلة في مجالات التقنية في الدفاع ونقل الصورة الحقيقية لأوطاننا، وقال: الإعلام العربي إعلام ضعيف غير مؤثر وغير موجود ولم يواكب هذه الثورة المعلوماتية بشكل صحيح وبالتالي نحن نتحدث عن تقنيات وخبرات خارجية عن أعمالكبيرة جدا عن إمكانيات العمل بالنسبة بها لخدمة الإعلام العربي ولكن عندما نفتش عن دور الإعلام العربي في كثير من القضايا نجد أنه دور غير مؤثر ودور ضعيف وليس له ذلك الحضور الجيد المطلوب في كثير من القضايا خصوصا أمام التحديات والمتغيرات في كثير من المناطق العربية، وقال إذا لم يكن إعلاميو المستقبل لديهم الحماس والرغبة والاستعداد للتعلم من خلال حضور مثل هذه المناسبات فلن يكون لدينا إعلام جيد ومؤثر. وأثنى المالك على استمرارية قسم الإعلام في جامعة الملك سعود على هذا الحراك الإعلامي الجيد والمؤثر وسوف يعطي نتائج يسفر عن مخرجات جديدة نتعلم منها كيف أن نصنع إعلاما قويا. وقال المتحدث الدكتور السيد بخيت محمد درويش أستاذ بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة: حكومات كثيرة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لكن ما زالت تعتمد على وسائل التواصل التقليدي لتعرف معنى قدرات التواصل الاجتماعي، وهناك حكومات تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لكن لا تعرف استراتيجية التواصل الاجتماعي وعملية التواصل مع الناس بشكل جيد، والمؤكد في وسائل التواصل الاجتماعي نقل المعلومات وزيادة درجة الشفافية وانخراط الناس في العمل العام. وقال الدكتور ساعد ساعد من جامعة الملك خالد في ورقته بعنوان «التفاعلية واللاتفاعلية كمصدر معلومة دراسة تطبيقية على عينة من الصحف العربية، مؤكدا أن التكنولوجيا أثرت على بيئة العمل الصحفي ليس فقط في الإخراج أو توظيف المعلومة وكذلك في البحث عن مصدر المعلومة، وتساءل عن مدى استخدام التفاعلية واللاتفاعلية في وسائل الإعلام كمصدر معلومة أو في بناء المادة الإخبارية بشكل عام، وقال هناك تفاعل للقراء سواء للمواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية وفي جانب الاختلاف في التفاعل بين الجمهور فمنهم من اهتم بالجوانب السياسية بنسبة 70 % في تفاعل القراء في القضايا الاجتماعية بنسبة 75 %. وقال الدكتور طالب كحيول من جامعة الجزائر في ورقته بعنوان «دور المصادر الإخبارية الغامضة في نشر الشائعات من خلال وسائل الإعلام الجديدة: دراسة استطلاعية لآراء عينة من الإعلاميين العرب» إن ظهور وسائل الإعلام الجديدة لم تفتح المجال للقارئ أو المستخدم بأن يكون منتجا ثانيا للمادة الإخبارية من خلال خلق بيئة تفاعلية تمكنه من إنتاج المادة الإعلامية بشكل جديد بل امتد الأمر ليكون المستخدم نفسه مصدرا للمعلومة من خلال تشكيل المتج الإخباري المعروف بالقيم المضافة أو تزويد وسائل الإعلام التقليدية بأخبار جديدة تمثلت في فيديوهات مسجلة أو أخبار نقلت من عين الحدث عن مواطنين، وهذا الكم الهائل من المواد التي تبث عبر وسائل الإعلام وضعت الصحف والأفراد في كثير من الأحيان رجال الصحافة ممارسين للإعلام إلى لعب دور الدعاية والتظليل سواء عن قصد أو غير قصد، مشيرا أن أزمة استخدام المصادر المجهولة في الإعلام العربي كثيرة جدا لعدة اسباب أهمها رغبة أرباب المؤسسات الإعلامية في الاعتماد على هذه المصادر، وطبيعة تكوين الإعلاميين وغيرها, بعد ذلك كرم الدكتور علي العنزي رئيس الجلسة والمتحدثين.