حمد بن عبدالله القاضي
الصورة الذهنية عن وطننا ومجتمعنا مشوشة لدى الآخر، ومشوهة لدى البعض الآخر خارج الوطن، ويأتي ذلك بقصد حينا وآونة بجهل.
ومثل هذه النظرة الخاصة تكونت لعدة أسباب، منها الضخ الإعلامي والثقافي بقنوات الإعلام المختلفة، ومنهامايتكون مع الأسف بسبب تصرفات البعض منا- وإن كانوا- قلة وذلك عند سفرهم إلى الخارج! .
وبعض من عتامة الصورة ما يسهم بعضنا به من تشويه لوطننا ومجتمعنا عبر وسائط التواصل الاجتماعي أو عبر مسلسلاتنا وبعض مقالات كتابنا .
إن تصحيح هذه الصورة يحتاج إلى خطاب إعلامي وثقافي تشترك فيه عدة جهات، وزارة الخارجية عبر السفارات، ووزارة الثقافة والإعلام من خلال إعلامها الخارجي ووزارة التعليم عبر جسور ملاحقها الثقافية..
أتحدث بهذا المقال عن عن ضعف الدور الذي تقوم به بعض الملحقيات الثقافية وغياب البعض الآخر عن المشهد الثقافي والإعلامي بالبلد الذي تعمل فيه فروعها مع أن اسمها»مكاتب ثقافية» ولكن لا وجود لنشاط ثقافي أو إعلامي في الدول الأخرى.
ولا أعتقد أن الإمكانيات هي التي غيَّبت مثل هذا الحراك الثقافي والإعلامي إذ المفترض المشاركة والعمل وفق الإمكانيات المتاحة، والدليل على أن الإمكانيات ليست سبب هذا الغياب، ما نرى ونقرأ من نشاطات ثقافية وإعلامية ملحوظة لبعض مكاتب الملحقيات الثقافية سابقا وحاليا،
وفي تقديري أن مثل هذا النشاط مرتبط بالمقام الأول بإدراك»الملحق الثقافي» مسؤوليته نحو تغيير الصورة الخاطئة عن بلده وإنسانه، ثم دعم وتشجيع السفارات السعودية بالبلد الذي تتواجد فيه الملحقيات، وتعاون وزارة الثقافة والإعلام بهذا الشأن الوطني.
* * *
وأضرب هنا مثلا بملحقِيين سابقين ولاحقين حيث قامت مكاتب الملحقيات خلال توليهم لها بنشاطات ثقافية كبيرة ومتنوعة، فمثلا أ/ عبدالله الناصر كان شعلة من النشاط والحماس عندما كان ملحقا ثقافيا ببريطانيا، عبر الندوات والمحاضرات والمعارض، ود/ صالح بن حمد السحيباني الملحق الثقافي السابق للإمارات شارك مكتب الملحقية بنشاط ثقافي مميز ثم جاء الملحق د صالح الدوسري وأسهم بذلك ، وها هو الآن خلفهم بالإمارات الملحق الجديد أ/ مساعد الجراح بتجربته الثقافية الناجحة بلبنان بدأ منذ توليه نشاطا ثقافيا ملحوظا حيث قرأنا عن بداية هذا الحراك الثقافي هناك الذي قام به أ/الجراح والمطلوب المزيد والاستمرار.ومثل ثالث حراك ونشاط الملحق الثقافي الجديد د خالد النامي. فقد سرني ما قرأت عن نشاطه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب. من خلال الجناح السعودي،
أختم مقالي بدعوة وزارة التعليم بتقييم دور الملحقيات حول قيامها بمسؤوليتها الثقافية نحو الوطن، إلى جانب دورها برعاية الطلاب المبتعثين والإشراف عليهم.
أثق بمعالي وزير التعليم د/ أحمد العيسى وهو المثقف كما هو التربوي أن يوجه المكاتب الثقافية بالقيام برسالتها الثقافية حسب إمكاناتها بالوزارة، لتقوم وكالة الوزارة لشؤون البعثات التي يتولاها د/ جاسر بن سليمان الحربش وهو الآخر رجل مثقف يحمل نفس هم الوزير نحو الوطن وثقافته بحيث تعمل الوكالة على تفعيل رسالة الملحقيات الثقافية و تطلب من كافة الملحقيات أداء دورها حسب إمكانياتها لبلورة وإظهار حراكنا الثقافي وعطاء الإنسان السعودي بالمشهد الأدبي والعلمي في الخارج لتتشكل لدى الآخر أفضل الصور عن الوطن وسياسته ومبتعثيه.
= 2=
آخر الجداول
رؤية حياتية شجية للشاعر الراحل محمد حسن فقي
تطلّبت من دهري أمورا أريدها
فضنّ وأعطاني التي لا أريدها
قاسية خيبة الأماني !