سعد الدوسري
أحياناً، يكون طرح القضايا الرياضية أكثر صعوبة وحساسية من طرح القضايا السياسية. لذلك، يحاول الكتّاب المهتمون بالشأن الاجتماعي تفادي طرحها، على الرغم من كون بعضها يتماس بشكل أو بآخر مع هموم الناس ومستقبل الوطن، مثل التعصب والانتماء وحسن السلوك. ولعل من أكثر ما شغل الأوساط الرياضية هذا الأسبوع، المخالفات التي تمت فيما يتعلق بعقود اللاعبين وبانتقالاتهم. وسمعنا من خلال الجدل الدائر، أن ثمة ضبابية في الأنظمة أو عدم التزام بها أو تحايل عليها. وهنا، يأتي التأثير الذي أتحدث عنه. فما يحدث في الأوساط الرياضية، سيلقي بظلاله على الأوساط الأخرى، فالمتابعون للرياضة هم كل المجتمع، فمجتمعنا لا تتوفر فيه وسائل ترفيه غير كرة القدم.
إن غرس ثقافة احترام الأنظمة، وتكريس محاربة الفساد، تبدأ من أعلى درج السلم، ثم تهبط للدرجات الأسفل منها، نزولاً للقاعدة الأرضية التي يسير عليها عامة الناس. ومن غير الممكن لإنسان بسيط أن يحترم الأنظمة المرورية، وهو يشاهد رجل المرور لا يلتزم بها. كما لن يقتنع بالإقلاع عن التدخين، إذا كان الطبيب يدخن. وسيؤمن بالرشوة إذا سمع أن كاتب عدل يرتشي. وسيعتدي على مرفق عام، إذا رأى أن رجل أعمال يعتدي عليه.
علينا أن نحترم الأنظمة وأن نحارب الفساد، كجنود في معركة واحدة، وأن نوجه أسلحتنا أولاً لكل من يحاول أن يخون هذا الجيش، وإلا سنستمر مهزومين.