قبل أيَّام قليلة، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منع رعايا سبع دول الدخول إلى أمريكا وهي إيران والعراق وسوريا وليبيا والسودان والصومال واليمن، وقد صدر هذا القرار من البيت الأبيض بسبب ارتباط تلك الدول بالإرهاب، تلا ذلك صدور قرار للبيت الأبيض يستثني المواطنين السعوديين من قرار منع دخول أمريكا، لكون المملكة أحد أبرز الدول في مكافحة الإرهاب وذلك للدور الأمني والاستخباراتي المتميز للمملكة في سبيل تحقيق ذلك.
بعد ذلك بأيَّام قليلة، قررت الولايات المتحدة منح الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ميدالية جورج تينت التي تقدمها الاستخبارات الأمريكية للأعمال الاستخبارية المتميزة لأجهزة الاستخبارات السعودية، في مجال مكافحة الإرهاب، ولدور سمو في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
ما من شك أن هذا الاعتراف الأمريكي ليس تكريماً لسمو الأمير محمد فحسب، وإنما هو تكريم لجميع رجال محمد بن نايف من منسوبي الأمن والاستخبارات، كما أن هذا التكريم لسموه لم يأتِ من فراغ، فسموه ومنذ أن تم تعيينه مساعداً لوزير الداخلية وهو يسير بملف الإرهاب محققاً الإنجازات المتلاحقة على الصعيدين المحلي والدولي، وهذا بدوره انعكس على خلق بيئة اقتصادية جاذبة لمختلف أنواع الاستثمارات الأجنبية.
لم تقتصر حرب سموه على الإرهاب على داخل المملكة فقط، وإنما حرص سموه على التنسيق مع مختلف الدول وتزويدها بكل ما يلزم من معلومات تتطلبها عملية مكافحة الإرهاب، وهو ما كان محل تقدير كل الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
لقد تبنى سموه الكريم بعد أحداث 11 سبتمبر استراتيجية خاصة لمكافحة الإرهاب وتطوير القدرات للتعامل مع هذه الظاهرة، وعلى رأس هذه الاستراتيجيات تطوير القدرات الأمنية والاستخباراتية حيث واجهت الجماعات الإرهابية تحدياً كبيراً من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التي طورت قدراتها بشكل سريع.
وبجانب ذلك وجه سموه بإنشاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، حيث تم تطوير القدرات الفكرية للتعامل مع الأفكار المنحرفة التي تتغذى عليها الجماعات المتطرفة بغطاء فكري، حيث ساهم المركز بإعادة الآلاف من الموقوفين إلى جادة الصواب، كما حرص سموه على تبني استراتيجية مكافحة الإرهاب من خلال تجفيف منابعه والتصدي للفكر الضال، إضافة إلى ذلك، فقد ساهمت جهود سموه في إحباط عمليات إرهابية كبيره في أرجاء متعددة من العالم، حيث حرص سموه على توقيع العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لمحاربة الإرهاب.
كما ساهمت جهود سموه في مبادرة المملكة لتأسيس مركز دولي لدراسة مكافحة الإرهاب وقامت المملكة بتمويل هذا المركز، كما ساهمت جهود سموه في إفشال وإحباط عمليات إرهابية وشيكه في عدد دول من خلال التعاون الاستخباراتي لتبادل المعلومات.
كما حرص سموه على متابعة عملية جمع الأموال بالطرق غير الشرعية، كما وجه سموه بإنشاء هيئة أهلية كبرى لجمع التبرعات تم توجيهها لمكافحة الإرهاب.
قيام الأجهزة الأمنية بتوجيه ضربات استباقية حيث تم إفشال وإحباط أكثر من 95% من العمليات الإرهابية.
وقد حرص سموه على إنشاء إدارة مستقلة في وزارة الداخلية تحت مسمى الأمن الفكري تعنى بمواجهة الفكر الضال، هذا بالإضافة إلى توجيه سموه بتطوير المنظومة الأمنية بشكل كبير لمواجهة خطر الإرهاب بأحدث التجهيزات الأمنية، إضافة إلى تطوير العمل الاستخباراتي من خلال تسريع وتيرة التعاون مع كافة الدول الصديقة لتبادل المعلومات الاستخبارية لإفشال العمليات الإرهابية والقبض على المطلوبين.
ونظراً لجهود سموه في مجال محاربة الإرهاب، فقد تعرض للاغتيال مرتين الأولى بمحاولة تفجير سيارة قرب وزارة الداخلية، والثانية عند قيام مطلوب أمني بتفجير نفسه أمام سموه في مكتبه في جدة.
إن مما يميز تلك الجهود الجبارة التي يقودها محمد بن نايف ورجاله الأبطال في القضاء على الإرهاب هو أن الإرهابيين والمجرمين ليسوا معروفين وليسوا واضحي المعالم، حتى يمكن السيطرة والقضاء عليهم، فهم ليسوا أجانب أو من فئة محددة حتى يمكن محاصرتهم والقضاء عليهم. وإنما هم منا وفينا، نعم إن غالبيتهم بكل أسف من أبناء هذا البلد، ويكفي أن نشير الى أن الولايات المتحدة ومعها الكثير من الدول استغرقت سنوات طويلة في القضاء على بن لادن في أفغانستان، أو على الزرقاوي في العراق، أما لدينا فقد تمكنت أجهزتنا الأمنية - بتوفيق من الله - من السيطرة والقضاء على تلك الفئات الإرهابية غامضة المعالم.
كما أن مما يميز أجهزتنا الأمنية بقيادة محمد بن نايف في القضاء على تلك الشبكات والخلايا الإرهابية أنها لم تكن محصورة في منطقة أو محافظة محددة، فالمملكة تتكون من ثلاث عشرة منطقة ومئات المدن والمحافظات والهجر، علماً بأن بعض المناطق في المملكة تفوق في حجمها وتعداد سكانها بعض الدول المجاورة، ولم يثن كل هذا رجال محمد بن نايف من السيطرة على كافة الأحداث الإرهابية.
ختاماً، إزاء تلك الجهود الجبارة التي يقوم بها أمير الأمن وقاهر الإرهاب محمد بن نايف ورجاله الأبطال منسوبو القطاعات الأمنية والاستخباراتية المختلفة في التصدي للإرهاب، لا نملك إلا أن نسجل وقفة تقدير واحترام لهم جميعاً، كيف لا وقد أسهمت تلك الجهود في أن تتبوأ المملكة مقدمة الدول المكافحة للإرهاب، وما تكريم سمو الأمير محمد بن نايف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية إلا خير شاهد على ذلك.
** **
Dralsaleh@yahoo.com