علي الصحن
يوشك أن يمر شهران على ولاية اتحاد الكرة السعودي الحالي، ولا شك أن أي حكم على عمل الاتحاد خلال هذه الفترة القصيرة (4 % من مدته القانونية) سيكون مجحفاً بعيداً عن المنطق، لكن.. هناك أمور وقرارات تكشف من البداية إلى أين يتوجه الاتحاد وكيف هي سياسته وطريقة تعامله من الأمور، والعرب قالت (العود من أول ركزة) والشارع الرياضي ينتظر كيف ستكون الركزة الأولى لاتحاد كرة القدم.
دعك هنا من القرارات الإدارية وتدوير العاملين وتوزيع الصلاحيات وتحديد المسؤوليات ووضع أدلة الإجراءات وبناء الهيكل التنظيمي فهذه أمور تنظيمية لا تعني للمتابع العادي والمشجع الذي لا يهمه غير المحصلة النهائية على المعشب الأخضر شيئاً، وهذه أمور بديهية فقد تعودنا التدوير والإحلال والإقصاء من غالب من يتولون المناصب العليا في رياضتنا وأنديتنا، وهذا من حقهم وهو المتوقع منهم.
الناس تنتظر قرارات اتحاد الكرة في القضايا التي وجدها فجأة وبشكل مبكر على طاولته، قضية مثل قضايا التون والعويس وعوض خميس الاحترافية تعتبر بالونات اختبار سريع لاتحاد الكرة، وكيف سيكون عمله خلال الفترة القادمة.
هذه القضايا لا تحتاج إلى حلول توفيقية، ولا قرارات ترضي كل الأطراف، ولا محاولات تقريب وجهات النظر الوصول إلى حل وسط، بل هي عملية جمع بسيطة للغاية (1+1=2) ولا يمكن أن تكون غير ذلك ولا يمكن لعاقل أن يؤمن بغير ذلك.
لست في الجانب الذي يراها قضايا معقدة تحير المسؤولين وتكبل رأي القانونيين، هي قضايا سهلة وواضحة للغاية: (اجمع المعلومات، ووثق الأدلة، ارجع للأنظمة واللوائح والمعايير، قارن واتخذ القرار).
الخيار الآن في يد اتحاد الكرة.. إما أن يبدأ بداية قوية، يحترم فيها أنظمته وتشريعاته، أو يبدأ في تقديم التنازلات ويفتح على نفسه باباً لا يمكن إغلاقه بعد ذلك، حيث سيرى كل ناد بعد ذلك أنه عدل لمنافسه، وأن قرار اتحاد الكرة في القضايا الحالية هو المعيار الحقيقي وليس القانون ولا الأنظمة ولا اللوائح.
تساؤلات حول حديث عزت
في ظهور رئيس اتحاد الكرة في برنامج (أكشن يا دوري) دارت عدة تساؤلات:
- كيف يذهب اتحاد الكرة السابق ويسلم الأمور دون تسوية الأمور المالية، وما هو دور الجمعية العمومية في ذلك؟
- ماذا سيفعل اتحاد الكرة الحالي أمام القضايا المالية، وما هي تدابيره لمعالجتها، وهل سيطالب الاتحاد السلف بشيء من ذلك؟
- الاتحاد كيان مؤسسي والعمل يجب أن يكون فيه كذلك، فهل من طبيعة الأمر أن يخرج رئيسه للحديث عن الديون والمشاكل المالية في الإعلام بدلاً من معالجتها والتباحث حولها داخل الاتحاد، ثم النظر فيما بعد في نشرها وتقديمها للرأي العام؟
- أين المحاسب القانوني؟ وهل تم دور التسليم والاستلام بين الاتحاد السلف للخلف قبل الاطلاع على القوائم المالية ومعرفة الوضع المالي، وهو الأهم في كل عملية انتقال إدارية؟
- إن كان ولابد من الحديث عن الديون، وهي قضية عامة تهم الجميع، وليست (شخصية) فلماذا لم تصدر من خلال بيان إعلامي رسمي من اتحاد الكرة يوضح كل شيء، وليس عن حصره في برنامج واحد فقط؟
- أخيراً.. كيف سيعرف الجميع الحقيقة.. وهل سيواصل اتحاد الكرة كشف كل الأوراق أم يكتفي بما سلف؟
مراحل... مراحل
- اللاعب المحترف أصبح يفكر مثل التاجر بشكل مادي (أعظم ربح وأقل خسارة) وما بين ذلك يحلها حلال، والمشكلة أن بعض الأندية تعينه على ذلك دون تفكير في العواقب.
- اللعب خارج الميدان أصبح أكثر من داخله، وبعض الجماهير مغلوب على أمرها.. كلمة توديها وكلمة تجيبها!!
- عوض خميس لاعب جيد، وهو حر في قراراته وخياراته، ويكفي منه أن كشف كيف يبدل البعض آراءهم ومواقفهم مع كل نسمة ريح عابرة.
- الحقيقة المرة: أن أي لاعب يخرج هذه الأيام من أي ناد ليس بتلك الخسارة.. وأي لاعب ينظم لأي ناد ليس بذلك المكسب أو الإضافة، اللاعب الخسارة والمكسب لم يعد موجوداً هذه الأيام وقد غاب منذ زمن، ونتائج المنتخب في السنوات الأخيرة تكشف ذلك.
- مشكلة: إذا كان مسؤولون في الأندية يفكرون في رأي وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من تفكيرهم بشكل فني صرف.
- أبو طبيع ما يغير طبعه.. والطبال ما يترك طبله!!