جاسر عبدالعزيز الجاسر
استغلال القضية الفلسطينية ليس جديداً، فكثير من الأنظمة الحاكمة سواء في بعض الدول العربية وملالي إيران، وكثير من المنظمات والأحزاب والجماعات العربية والدينية بل حتى المنظمات الإرهابية الدولية في أمريكا اللاتينية وألمانيا روجت بأنها تدافع عن القضية الفلسطينية، وأنها نفذت بعض العمليات دعماً وتذكيراً بالقضية الفلسطينية، كالمشاركة في تفجير الطائرات في الصحراء الأردنية (أتتذكرون ذلك)، ومشاركة الإرهابي الدولي كارلوس في تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية مدعياً دعماً للقضية الفلسطينية. ولهذا فليس جديداً أن يستغل ملالي إيران القضية الفلسطينية وتتلبس دور الدفاع عن الثورة الفلسطينية والفلسطينيين.
ولكن الجديد - وهو ما يعرفه ويعيه الفلسطينيون تماماً - أن ملالي إيران يعملون على جعل القضية الفلسطينية مادة إعلامية للترويج للنظام الإيراني والملالي الذين يديرون هذا النظام، بل وحتى البناء فكرياً للتوجه الذي يقوم به الملالي للتوسع في المنطقة العربية وفرض نفوذ مذهبي وعنصري عبر فرض الالتزام بدقة ما يصدر من طهران للفلسطينيين قيادةً وفصائل وحتى أفراداً.
ملالي إيران يعملون ويسعون لتحويل كل من يؤمن ويتبنى فكر الملالي ويعتنق المذهب المنحرف الذي انتشر بعد حكم الشاه الصفوي، والذي أدخل كثيراً من الانحرافات على المذهب الشيعي، ولهذا فإن أهل الشيعة يعدون من يعتنق فكر الصفويين ومن يعتقد بما يسمى بولاية الفقيه وأنه وكيل الإمام الغائب انحرافاً يجعله منتمياً لمذهب مختلف عن المذهب الإثني عشرية، ولهذا فإن إدعاء النظام الإيراني وملالي إيران بأنهم يدافعون عن مصالح الشيعة قول يرفضه عقلاء الشيعة وأوساط عديدة وخصوصاً المثقفين والشباب والمطلعين منهم الذين يؤكدون أن النظام الإيراني وملاليه لم يعملوا وليس في نيتهم الدفاع عن أهل الشيعة بل توريطهم وجعلهم (أجناداً) للدفاع عن النظام الإيراني وفكره المنحرف. وقام العديد من المفكرين الشيعة وحتى المنظمات والأحزاب التي تعاملت مع النظام الإيراني يفضح أساليب النظام وأساليب الملالي وأهدافهم في المزايدة حتى على الفلسطينيين أنفسهم وعلى الشيعة العرب الحقيقيين وليسوا عملاء الملالي.
هؤلاء المفكرون ومن تعاملوا مع الملالي فضحوا أساليبهم مؤكدين أنهم يريدون من الشيعة العرب ومن الفلسطينيين أن يكونوا (وقوداً لحروب الملالي)، فبعد استغلال شيعة العراق وشيعة لبنان وشيعة أفغانستان وشيعة باكستان وشيعة الهند في حروب الملالي في سوريا والعراق، وتوريطهم للحوثيين في اليمن في حرب ستقودهم للتهلكة، عملوا وما زالوا على توظيف الفلسطينيين وتحويلهم إلى وقود في حروبهم ضد الآخرين، وهو ما أشار إليه من لهم علاقة بملالي إيران من أن ابتعاد الإدارة الأمريكية الجديدة والرئيس دونالد ترمب عن النظام الإيراني، والتراجع عن المنح والهدايا التي منحها الرئيس السابق براك بن حسين أوباما للنظام الإيراني وملاليه على حساب الدول العربية والمصالح الأمريكية، سيدفع أذرع الملالي الإرهابية لإزعاج الأمريكيين بل وحتى التعرض لمصالحهم في المنطقة عبر مليشياتهم الإرهابية في لبنان والعراق.