ثامر بن فهد السعيد
شهد الأسبوع الماضي قفزات تاريخية لسيدات سعوديات وصلن إلى مناصب قيادية في عالم المال والأعمال انطلاقاً من تعيين السيدة سارة السحيمي رئيساً لمجلس إدارة تداول ثم رانيا نشار رئيساً تنفيذياً لمجموعة سامبا المالية ولطيفة السبهان رئيساً للمالية في البنك العربي الوطني، وأخيراً تم الإعلان عن تعيين رغدة السليماني في شركة نسما للطيران كأول مدير للعلاقات العام، كل الدعاء لجميع من تم تعيينه بالتوفيق والسداد ومواصلة النجاحات للمنشآت بشكل عام والنجاحات الشخصية.
وفي نفس الأسبوع على صعيد الوظائف والعمل في القطاع الخاص أيضاً وقع أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي فيصل بن مشعل ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية اتفاقية الإحلال الوظيفي في المراكز التجارية كافة في المنطقة (المولات) وهذا من شأنه إيجاد فرص وظيفية أكبر.
بالرغم من أن المستويات الوظيفية لهذه الإعلانات متفاوتة جداً ومتنوعة حيث بدأت من أعلى الهرم في مجلس الإدارة إلى أعلى الهرم في المنظومات الرئاسية التنفيذية إلى المراكز التنفيذية ومديري الإدارات، انتقالات إلى كافة أنواع الوظائف التي تحتاجها المراكز التجارية.. وهذا التنوع باختلاف الأنشطة التي يعملون بها في هذه المنشآت, إلا أنها مثلت الخليط الصحيح المطلوب في التعامل في المملكة مع البطالة.. كثيرة هي الأيدي العاملة الأجنبية, ومهم استغلال الكوادر الوطنية واستيعاب الأعداد الكبيرة من الشابات والشباب الذي يصلون إلى سن العمل أو تخرجهم منشآت التعليم كافة.
الخلطة الوظيفية في بداية هذا المقال والتي فعلاً حدثت على الأرض الأسبوع الماضي أنظر لها وكأنها بداية للتركيبة المطلوبة في التوطين والإحلال الوظيفي، ولعلها تستمر. لماذا البداية؟! ببساطة لأن التقارير السنوية الصادرة عن التأمينات الاجتماعية للسنوات الخمس الماضية متقاربة جداً من حيث القراءة والتحليل ضعف في الدخل, زيادة في العمالة الوافدة في مستويات وظيفية متعددة بشهادة تقرير التأمينات الذي أظهر أن عدد المسجلين بلغ 10.3 ملايين مشترك بنسبة 84 % من المشتركين وافدين و16 % منهم مواطنين أي أن المواطنين المشتركين في التأمينات عددهم 1.648 مليون مشترك الرواتب المسجلة لـ 48 % منهم لا تتجاوز 3000 ريال, أي أن في 791 ألف مشترك في التأمينات دخلهم من الراتب الأساسي وبدل السكن شهرياً لا يتجاوز 3000 ريال، وأيا كانت البدلات الأخرى غير المسجلة للمشترك ففي أغلب الأحوال لن تقفز بدخل المشترك إلى مستوى دخل يتجاوز 8000 ريال ليبقي المواطن ضمن الدخل المتوسط بحسب كثير من التصنيفات.. بالإضافة إلى التفصيل في تقرير التأمينات يضاف له ارتفاع نسبة البطالة بنهاية الربع الثالث 2016 وهم الرقم الذي فاجأ الجميع بتجاوزنا 12 % وفي انتظار الأرقام النهائية لنسب البطالة لكون القطاع الخاص اتجه إلى التسريح الوظيفي بشكل عشوائي.
أخيراً من تابع أرقام حافز ومستفيدي حافز لوجد نسبة أن السيدات السعودية يمثلن الأغلبية في برنامج حافز وبكفاءات كبيرة. هذه المعطيات جميعها تدعو إلى مواصلة العمل وفق التركيبة الوظيفية أعلاه والتي تعتمد على الإحلال وخلق الوظائف لكافة المستويات الوظيفية وللجنسين حتى نصل في يوم إلى أن نقرأ تقريراً مغاير للتأمينات الاجتماعية أن أرقامه الحالية شبه الثابتة.
تمكين السيدات في المجتمعات الوظيفية كانت إحدى الرسائل التي قدمتها لنا هذه التعيينات ولكنها ليست الرسالة الوحيدة فأيضاً تقدير الكفاءة رسالة، والإحلال الوظيفي رسالة، أما وصول السيدات إلى مناصب قيادية ومرموقة لم تكن هذه هي المرة الأولى لبنى العليان، ناهد طاهر، نورة الفايز، خلود الكريع، غادة المطيري.. والأمثلة كثيرة من النماذج المشرفة للبلاد، الأهم أن نحافظ على الخلطة الوظيفية التي تعتمد على الكفاءة والتنويع.