محمد المنيف
إنَّ ما يحدث في الساحة التشكيلية فوضى وبعثرة طاقات وضياع صيد في عجاج بين معارض رديئة، يجلبها بعض أصحاب الصالات في حال عدم وجود ما يستحق العرض من أجل الإعلام بأنها ما زالت تمارس نشاطها.. وهو تصرُّف لا نراه في كثير من الصالات المماثلة التي تنتقي، وتحرص على سمعتها وقيمة ما يعرض فيها مع ما يحدث من مشاركات غير معلوم الهدف منها داخل وخارج المملكة، استغل فيها رغبات التشكيليين، وخصوصًا الشباب المبتدئ الذي ينخدع بسراب الصحراء التشكيلية، إضافة إلى ورش ودورات بتكلفة عالية ومخرجات رديئة، أساءت للساحة أكثر من خدمتها؛ فأصبحنا نرى مشاركات بدائية مطابقة لما تلقوه من مدرب، لا يمتلك الخبرات الكافية لتطوير مواهب المتلقي المتحفز في تلك الدورات.
ويستمر ضياع الصيد التشكيلي الثمين والسمين في واقع يديره بعض الجماعات والأفراد عبر ملتقيات (قروبات الواتس)، لو أدريت بما يحقق الهدف الحقيقي في خدمة أعضائها لحققت النجاح من خلال المصارحة والتخلي عن المجاملات، بأن يقال لمن يقدم أعمالاً لا تشرف أو ترفع من قيمة المعرض إن الوقت ما زال مبكرًا لتجربته، مع ما يجب أن يقوم به من يدير القروب من تهيئة فرص تطوير مواهب شباب المجموعة بإعداد دورات مجانية، لا يُستغل فيها الأعضاء.
ومع هذا المشهد الفوضوي المندفع الذي وجد فيه المتصيدون للأرباح في رؤوس الطيبين.. إلا أننا متفائلون بفترة قادمة، سيظهر فيها الوجه الأجمل للفن التشكيلي السعودي، وستتراجع فيه تلك الفوضى، ويكتشف المغلوبون على أمرهم أن من يقودهم لم يكن على مستوى طموحاتهم وآمالهم، وأن الحقيقة تكمن في كيفية اختيار ومعرفة أهداف من يقدم لهم الدعوة على طبق من ذهب، ثم يدفعهم لبحر لا يستطيعون السباحة في لججه. كما أن الأيام القادمة ستكشف رداءة الوجبات التدريبية التي تلقوها من أفراد، تنقصهم الخبرة الطويلة، أو الإمكانات الفنية التي تؤهلهم للتدريب.. ووجدوا في فوضى الساحة فرصة للبروز.
الأيام القادمة تحمل الكثير من التخطيط الرسمي الذي يحمي الساحة، ويعيد للفن التشكيلي مساره الحقيقي.