د. خيرية السقاف
سيغلبنا البرد أكثر..
مزيد من الحطب, كثير من التمر، والقهوة الساخنة, وريح الهال,
دفء الزنجبيل, وأنسجة الصوف..
سيغلبنا البرد أكثر..
ندين للنخلة بالتمر, وللماشية بالصوف,
للحطب بالجمر, وللموقد ببراحه،
سيغلبنا البرد أكثر..
ندين لوتد الخيمة بمأوى الدفء,
وللمركى بمتكأ اللَّمة !!..
سيغلبنا البرد أكثر..
ندين للجمر سلامه, للبن شرابه, للدلة قرع الفنجان,
وللوعاء محتوى الماء، ومزيج الأكواب الساخنة!!..
سيأتي المطر أيضا ..
سيتلو سفر النعمة, ويرسل تعاويذ النقمة,
سيحمل على قرْصة الجوع بنبتة اللقمة,
وعلى عطش اليباب بندى الرواء,
وعلى أرتال الظلمة بطهارة الاغتسال !!..
سيغلبنا المطر برخائه..
ندين له بالعشب, والزهر, والبئر, والعين, والنهر, و...البحر,
ندين له بالنجاة, بالتطهر, بالتأمل, بالشجر, بالشهيق!!..
وسيغلبنا المطر أكثر..
سيأتي الغبار ..
وسيغلبنا الغبار أكثر !..
وقبل أن نفتح صفحات «الأحوال الجوية»
سنحضر الكمامات, وأبخرة الهواء,
سنعود للمطر,
ندين لمائه, ورخائه،
نشهق سلامه أبخرة,
ونلفظ زفير ما اكتنزناه من الغبار!!..
من جديد, سنتأمل البراح في مدى البرد,
والدفء في جمر الموقد,
سنهرع لغَسْلة روحية تحت السماء تذرو البرد عنا,
فلا نعد نشعر به أبدا !!..
لن يغلبنا البرد أبدا،
ولا الغبار !!..