محبة الوطن طبيعة طبع الله النفوس عليها وعاطفة تجيش في النفوس، وتعميق الانتماء الوطني مطلب حيوي يهدف إلى حب الوطن وتقوية الروابط بين مواطنيه والدفاع عن كرامته ومقدساته، والمواطنة مسؤولية وعطاء والتزام ورسالة وشعور بالواجب، ليظل المواطن لبنة حية في بناء مجتمعه، لتحقيق مجالات التقدم والتطور والبناء الشامل المتكامل في مختلف مجالات الحياة وشتى القطاعات، وعلى كل الأصعدة الإنسانية والاجتماعية والعلمية، كما أن المواطنة خلق ووفاء وإخلاص في أداء الواجب وتحقيق الخير لأبناء المجتمع، ولا شك أن التربية الدينية والاجتماعية تؤديان دوراً مهماً في بناء الإنسان وحسن توجيهه إلى الحياة الخيرة الفاضلة، بحيث يتفاعل مع بيئته ويقدر مسؤوليته ويقوم بواجباته ويعمل على تطوير مجتمعه اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً ويجعل من خدمة أمته ومجتمعه هدفاً أعلى يسعى لتحقيقه والحفاظ على مقدراته وموجوداته.
وتمر بلادنا اليوم بنهضة حضارية وعلمية وثقافية وبمرحلة مهمة من مراحل التطور والتقدم وتنمية المجتمع، ودفعه خطوات إلى الأمام، وكل مواطن عليه أن يضيف لبنة من لبنات البناء إلى النهضة، والمواطن ولا شك هو حجر الزاوية في عملية البناء والتقدم ودفع عجلة التنمية الشاملة وتحقيق الغايات بمسؤوليات وتحمل للواجبات، فإن ذلك يساعد على تحقيق النتائج المثلى.. والوطن يتطلع إلى خدمته من قبل الجميع بكل حب وثقة وتضحية، والمواطن مطلوب منه أن يضطلع بدوره الأصيل في حشد طاقاته في سبيل مواجهة معطيات الحياة ومواكبة هذا الطموح الحضاري الشامل الذي سيجني الجميع ثماره.. والإنجازات والأعمال - كما هو معروف - لا تتحقق بالأماني والأحلام، بل بالمزيد من الجهد والعطاء والتضحية والإخلاص، وبالعمل الجماعي الجاد المتواصل، واستيعاب الواجبات والمعطيات، والتفاعل معها بعيداً عن كل المؤشرات العاطفية والمصلحة الذاتية.
وإن دور المواطن في بناء وطنه يستوجب منه التعاون والمحافظة على المكتسبات والمشاركة الفعالة في صنع الازدهار والوفاء للوطن، وتجنب المواقف السلبية تجاه ما يجري فيه من نمو وتطور وتقدم، بل المواطنة تفرض عليه المساهمة في هذا النمو والتقدم والتكاتف مع العاملين في هذه المسيرة الظافرة نحو الغد المشرق، التي يعتز الجميع بنجاحها إذ هي دعامة قوية ولبنات متينة نعبر منها بثقة وثبات إلى عالم الغد.