الجزيرة - أحمد المغلوث:
العدسات اللاصقة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مواد التجميل لبعض النساء والفتيات، بل أصبح استعمالها ظاهرة عالمية إلى درجة الإفراط في استعمالها، رغم تحذيرات أطباء العيون من استعمالها إلا في حالات الضرورة القصوى.. وعادة ما ينصح بها هؤلاء الأطباء لبعض الحالات المرضية للعيون، وعادة ما يأمرون بها عند إزالة المياه البيضاء من العين في حالات ضعف البصر الشديد أو في أحوال أخرى.. وعادة يحتاج تركيبها إلى مراجعة الطبيب بصفة دورية، أو التدريب عليها من قِبل أخصائي.. وهذه العدسات تحتاج إلى حسن استخدام، وعناية خاصة، وعدم النوم بها، أو الإهمال في المحافظة عليها.. لكن - للأسف - هناك من لا يهتم بذلك؛ ما أسهم في انتشار حالات مَرضية في عيون من أهمل العناية بها. هذا ما تؤكده لنا حوادث وأخبار مؤسفة، نقلتها لنا وكالات الأنباء والأخبار عن وقوع حوادث مؤسفة لسوء استعمال العدسات اللاصقة في مختلف دول العالم. وكنت قبل عام أسير في أحد شوارع عاصمة عربية شهيرة عندما لاحظت ضمن الأشياء التي كان يبيعها أحدهم عدسات لاصقة. هكذا في الهواء الطلق، ومع تصاعد الغبار والملوثات من عوام السيارات المزدحمة! ولا شك في أن استعمال مثل هذه العدسات المعروضة بهذه الصورة له نتائج خطيرة لمن يستخدمها.. والعدسات السيئة أو التي لا يُعرف مصدرها الحقيقي وغير المنتَجَة تحت مواصفات عالمية وصحية دقيقة، تتسبب في أضرار صحية خطيرة، مثل ندوب والتهابات في القرنية، وحتى الإصابة بالجراثيم والميكروبات التي قد تتسبب - لا قدر الله - في فقد البصر. وتشهد عيادات العيون في العديد من دول العالم مراجعة الكثير من المرضى، وخصوصًا الفتيات اللاتي يهملن العناية بعدساتهن نتيجة لإصابتهن ببعض الحالات المرضية في عيونهن، بل تصل إلى طوارئ المستشفيات حالات وإصابات خطيرة، كان بالإمكان تجنبها لو اتبع أصحابها التحذيرات والتعليمات التي يوصي بها السادة أطباء وطبيبات العيون..؟!
هذا، ويعود تاريخ انتشار العدسات اللاصقة إلى بداية السبعينيات الميلادية رغم أن تاريخها في بعض الدول الأوروبية وأمريكا قديمٌ جدًّا؛ إذ يعود إلى القرن الـ18، لكن الاستخدام الفعلي لها بدأ في الأربعينيات. ومع الأيام تطورت عملية تصنيع وإنتاج العدسات؛ فباتت تأخذ مسارًا متطورًا ومتناميًا، يواكب العصر، وحتى عملية الاهتمام بألوانها.. فباتت العدسات تتوافر حسب الألوان التي يميل إليها البعض، وعلى الأخص النساء والفتيات. كذلك اهتم المنتجون بإنتاج عدسات صلبة ولينة، ونوع ثالث بين الاثنين، وهي عادة تُستخدم في حالات انكسارات العين وقِصَر النظر وبعض الحالات المرضية الأخرى، وتستخدم أيضًا في حالات جفاف العين لتقليل تبخر السائل الدمعي وبعض حالات أوزيما القرنية لتقليل الشعوب الألم، وفي حالات ضعف الطبقة الآنية للقرنية والإصابة بسائل قلوي ومنع التصاقات العين المزمنة وبعد عمليات الترقيع القرني.. وحالات كثيرة أخرى.
هذا، ويرى أطباء العيون أهمية وعي المريض أو الذي يحتاج إلى استعمال العدسات اللاصقة، وكذلك الاهتمام قدر المستطاع بتعليمات طبيبه، والتقيد بكل ما له علاقة بالعناية بها؛ فهذا أفضل له ولصحة عينيه.