د. عبدالرحمن الشلاش
أهلنا في الكويت وأهل الكويتيين في السعودية. كيمياء عجيبة تدمج الشعبين في نواتج معادلاتها. كل الذرات تتفاعل لتتكون نواتجها من الحب الخالد على مر التاريخ العريق المشترك. عندما تتحدث عن العلاقات فأنت تتحدث عن أهل الدار والعزوة لا تشوب تلك الحقائق شائبة. مصير واحد وأهداف مشتركة صاغتها قيادتا البلدين الشقيقين تجسدت في أفعال لا أقوال روتها أسفار التاريخ البعيد والقريب, وشهد عليها الحاضر المجيد بكل تفصيلاتها الزاهية.
العنوان أعلاه جزء من النشيد الوطني لدولة الكويت «وطني الكويت سلمت للمجد.. وعلى جبينك طالع السعد» حفظناه منذ كنا صغاراً لا فرق بينه وبين النشيد الوطني السعودي، وفي هذه الأيام، حيث تحتفل الكويت بالذكرى المجيدة نشارك أشقائنا بكل مشاعرنا وأحاسيسنا. نتابع التفاصيل نندمج ونتفاعل ونتماهى مع المشاهد الرائعة. نستحضر الماضي القريب وقبل الغزو الغاشم فندرك أننا مثل غيرنا نهلنا من الثقافة الكويتية التي أضاءت في سماء الخليج والعالم العربي أدباً وفناً. أدباء ومفكرون وشعراء وفنانون ورياضيون عمالقة أبدعوا وأثروا وتركوا تراثاً ضخماً ووضعوا بصمات ثابتة غير قابلة للمحو أو الإزالة.
الكويت العريقة وهي تحتفل بأيامها الوطنية، ويوم تحريرها تبعث من جديد للعالم برسالتها الواضحة رسالة الحب والسلام والود والإخاء في وسطية فريدة قل أن تجدها في بلاد أخرى أيام تتحد فيها الأطياف الكويتية تحت راية الوطن لا فرق بين شيخ وواعظ وممثل وفنان ورياضي فالكل اجتمعوا من أجل الكويت.
لا أبالغ حين أقول بأن ما أنتجته الكويت في المجالات الفكرية والفنية يفوق بكثير ما أنتجته بلدان أخرى أكبر منها في المساحة وأكثر منها في عدد السكان، ولأن الوضع في الكويت مختلف بدعم حكومتها وتفاعل شعبها جادت قرائح شعرائها وأبدعت أنامل كتابها، وقدم نجومها على المسرح مشاهد لا تنسى على مر الزمن حتى صار التمثيل الخليجي يتمثّل في نجوم الكويت حسينوه وسعد وقحطة وأم عليوي وأبو صالح في درب الزلق، وفي مسلسل رقية وسبيكة وخرج ولم يعد كواكب ونجوم ربطتنا بقوة في هذا البلد الجميل.
من يزور الكويت ينعم بطيبة أهلها وجمال شواطئها، ويقضي لحظات من المتعة في المباركية والأفينيوز وسوق شرق.
عندما زار الملك سلمان الكويت قبل أشهر كان التعبير يفوق أي وصف استقبال تاريخي غير مسبوق يلخص حب الكويتيين لأشقائهم. اللهم احفظ السعودية والكويت من كل مكروه.