فهد عبدالله العجلان
في الحروب والمعارك ثمة فريقين؛ الأول يسعى إلى هدف عسكري بأقل الأضرار في الأنفس والممتلكات، والآخر يسعى إلى هدف القتل والدمار من أجل تعزيز موقعه دون اعتبار لأحد، باختصار هذا ما يحدث في وجه اليمن الحزين الآن، عاصفة الحزم التي استجابت للشرعية التي تمثل اليمنيين، تضع إصبعاً على الزناد، وكل الأصابع الأخرى لحماية البشر والشجر والبنية التحتية التي يملكها اليمن بعيداً عن الصراعات، بينما الحوثيون والمخلوع وأتباعهم يسوقون اليمنيين إلى القتل مباشرة أو تعريضهم له بتكديس الأسلحة والعتاد وراجمات الصواريخ بين المساكن والمناطق المأهولة بالسكان لاستغلال دمائهم وأطفالهم دروعا لحماية القتلة!
عاصفة الحزم وقبل أن تشد يدها على الزناد كانت تعد يديها لتضميد الجراح ومساعدة المتضررين من جبروت وطغيان القتلة، فكان الدور البارز لإعادة الأمل من خلال المعونات الإنسانية، في الوقت الذي ترسل فيه إيران إلى اليمن خبراء الموت من الحرس الثوري وعصابات حزب الله وعصائب الجريمة من العراق، والمضحك اليوم أن يتباهى القتلة في إعلامهم الكاذب بأن عاصفة الحزم قد طال أمدها، وهي من أخرجتهم من الكراسي إلى الجحور يتخفون فيها من العاصفة ومن وجوه اليمنيين الذين اكتشفوا قبح القتلة!، الحوثيون وحاضنتهم إيران أكثر العارفين أن التحالف العربي بقيادة السعودية لو لم يراعِ السكان والأهالي لقضى عليهم في أيام!
اليوم اكتشف العالم مَن يسعى لحقن الدماء وإعمار اليمن ويفتح الباب مشرعاً للسلام والأمن، رغم أنه المنتصر -بإرادة الله-، ومَن يدمّر اليمن ويقتل أهله من أجل البقاء على الكراسي وتطويع اليمنيين لأجندة أسياده.. لم يعد اليمنيون وغيرهم اليوم بحاجة إلى أدلة لإثبات ذلك.
عاصفة الحزم والحلف الإسلامي لمحاربة الإرهاب رسالة واضحة من المملكة العربية السعودية والعرب والمسلمين أجمع إلى العالم، أن قوتنا قادرة على حمايتنا وأن حماية استقرارنا ضد من يحاول العبث به لأن يقبل أنصاف الحلول، والأهم أننا سنواجه من يريد تشويه سمعة ديننا واستغلال نصوصه السمحة في تفسيرات خاطئة غالية، وسنكون أول المحاربين له لأننا الأكثر تضرراً من إرهابه ومن حربكم عليه!