بينَ السماءِ وحكمةِ الكمّاشةْ
يقفُ الطليقُ لكي يُتِمَّ معاشَهْ
والأرضُ أمٌّ كلما احتضنتْ هوىً
قالت لقلبيَ: يا بُنَيَّ، تحاشَهْ
تتقلصُ الدنيا ويكبُرُ حُلمُنا
والدربُ في النارينِ محضُ فراشة
وكأنّ إيمانَ الدراويشِ انتهى
أن يؤمنوا بجميعِ ما في الشاشةْ
كذَبَ المُغَنِّي في نشيدِ بلادِهِ
وتجسَّسَتْ بين الرقودِ «قماشةْ»!
وتسنَّمَ الشيخُ المجازيُّ المَدى
فأطال في فقهِ المحيضِ نقاشَهْ
يا شاعرًا لم يُبقِ بين سهامِهِ
سهمًا قدِ التفَّتْ عليهِ حُشاشة
يُخفي كلامُكَ وسْطَ صمتِكَ جعبةً
نزفَتْ ضميرَكَ حين كفُّك راشَهْ
« قد تغتدي والطيرُ في وُكُناتِها»
ويعودُ حُلْمُكَ ناكثًا أعشاشَهْ
نظَّمتَ «أحزابَ» الكلامِ قصائدًا
وحفظتَ حوليّاتِ سوقِ حُباشَةْ
وهَزمتَ ذا؛ من أجْلِ ذاكَ.. لكي تَرى
أنّ المدارسَ كلَّها غشَّاشة
وأتيتَ عرّافَ «المسيحِ».. بِشامِهِ
فشربتَ من فنجانِهِ خشخاشَهْ
وسَكَنتَ جَنَّتَكَ التي عُرِّفتَها
فسبقتَ فيها آدمًا وعُكاشَةْ!
وعَزَفتَ عن صيدِ الظباءِ لأنها
عَرَفَتْ من البَرِّ الفسيحِ «خِراشَهْ»
ذاكَ الذي سَبَرَ الغَرامَ بغَورِهِ
ولوَ اْنَّهُ بين النجومِ لناشَهْ
وإلى ثغورِ الغانياتِ تَسَرَّبَتْ
حَلواهُ؛ حتى زادَهُنَّ بَشاشَةْ
قِفْ فوقَ نبضِكَ وقفةً أبَدِيَّةً
كيما تُعيدَ إلى الغَمامِ عِطاشَهْ
واشهدْ بأنَّ العِشقَ طِفلٌ واحِدٌ
سَلَبوهُ بالحَجَرِ الدَّعِيِّ فِراشَهْ
لا ليلَ بَعدَ الظُلمِ إلا وجهةٌ
للنورِ تُعلنُ شُمسُهُ إغطاشَهْ!
والمُشرقونَ - على عراقةِ ظِلِّهم -
تُصْفِي عنابرُ وحيِهمْ إنعاشَهْ
مَرضَىً بِحَيرتِهمْ.. صِحاحٌ بالهوى
لمّا انتقى دِينُ الدُّمَى أوباشَهْ!
يستسلمون لزهرةٍ بَريَّةٍ
كي يُطفئوا بذراعِهمْ «رَشَّاشَهْ»
تعِسَتْ سفسطائيّةٌ لم تعترفْ
أنَّ العمامةَ تشبهُ الدشداشةْ
والشَّكُّ أوَّلُ ما يكونُ قصيدةٌ
عصماءُ، تَثبتُ في زمانِ هشاشَةْ
- شعر/ عوص بن يحيى العَمري