د. عائض الردادي
المناسبة: تكريمه شخصية ثقافية في الجنادرية لعام 1438هـ، 2017م ومنحه وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.
المكان: مركز الأمير عبد الرحمن السديري في محافظة الغاط.
المكرِّم: أحدية الشورى ومركز الأمير عبد الرحمن السديري.
تكمن صعوبة الكتابة عن د. عبد الرحمن بن صالح الشبيلي في أنه شخصية متعددة الجوانب، متنوعة المواهب، ثرية العطاء، وكل جانب جدير بأن يُكتب عنه، بل إن هذه الشخصية التي تعد رمزاً ثقافياً وقامة إعلامية تستحق أن يؤلف عنها كتاب لتوفيتها حقها.
ويحتار من يدلف للكتابة عنها من أين يبدأ: أمن بداياته الدراسية حين كان يحصد شهادتين جامعيتين عندما حصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية من كلية اللغة العربية عام 1383هـ، 1963م وبكالوريوس الآداب في الجغرافيا عام 1385هـ 1965م، أم من ابتعاثه المبكر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1389هـ، 1969م وحصوله على الدكتوراه في الإعلام ليكون أول مواطن يتأهل في مجال الإعلام، فهو لغوي جغرافي إعلامي مقتدر في كل واحدة منها؟
أم يكون الكلام عن ممارسته للعمل الإذاعي في إذاعة الرياض وتلفزيونها إلى أن صار مديراً عاماً للتلفزيون، وحين شهدت خلالها الإدارة التلفزيونية تميزاً في المجالين الإعلامي والإداري؟
أم يمتد الكلام عن الأستاذ الجامعي للإعلام الذي جمع بين التأهيل الأكاديمي والممارسة الفعلية للعمل الإعلامي مذيعاً ومعداً وبخاصة للبرامج الوثائقية والحوارية في الإذاعة والتلفزيون، وعندما بارح الإعلام إدارة لا ممارسة لم يبعد كثيراً، فقد سار من الإعلام إلى التعليم، فعمل وكيلاً لوزارة التعليم العالي وأميناً عاماً للمجلس الأعلى للجامعات وعضواً في مجالسها، وظل يمارس الإعلام المكتوب، حيث رأس مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة الصحفية أربع سنوات، وكتب المقال الصحفي المميز أسلوباً وصياغة ومضموناً بنفس أدبي يضفي على المادة المكتوبة جمالاً أسلوبياً ذا جاذبية.
أما إلقاء المحاضرات وتأليف الكتب فله فيه باع طويل سنشير إلى بعضه فيما بعد.
وتجربته الشورية من خلال عضويته في مجلس الشورى أثنى عشر عاماً ضمَّنها كتاب «مجلس الشورى: قراءة في تجربة تحديثه «الذي شاركه فيه سبعة أعضاء شوريون وتولّى هو تحرير الكتاب» الصادر عام 1429هـ، 2008م.
أما نبله ولطفه وجانبه الإنساني والاجتماعي فبعضه يظهر وكثير منه يخفيه، فهو يحمل قلب إنسان يساعد المحتاج ويسهم في الجمعيات ذات الخدمات الإنسانية.
شخصية بهذا التنوع الثقافي لا يمكن الحديث عنها في دقائق، ولذا سأقتصر على جانبين هما الإعلام والثقافة، ولن أحيط بذلك أو أفصّل وإنما هي أشارات في عبارات لبعضها.
الإشارة الأولى إلى أحدية الشورى، وهي متلقى ثقافي يلتئم في منزله كل أحد عدا العطلات الرسمية، هو عميدها وروّادها أعضاء شوريون سابقون يفتح لهم قلبه قبل منزله وتدور فيها أحاديث وحوارات ثقافية على مستوى رفيع تزينها حفاوته وضيافته وكريم أخلاقه.
يتبع