د. محمد عبدالله العوين
إيران اليوم وهي تحاصر وتقصقص وتضيق بها الأرض ليست إيران الأمس!
إيران اليوم تختنق بهوائها الكسيح ذاته!
إيران اليوم تنكمش وتتراجع إلى الداخل!
إيران الثورة غدت بلا ثورة، وستسقط العمائم المزورة من على الرؤوس النخرة التي اعتمرتها قريبًا وقريبًا جدًا!
إيران الغد بلا عمائم وبلا رؤوس نخرة!
إيران العمائم والقمائم والميليشيات والخطط السرية وتصدير الثورة تحت رايات: يا لثارات الحسين، وتكويم الأسلحة في أيدي المرتزقة والأفاكين وبياعي الشعارات ليست الأمس!
إيران الخميني 1979م الذي يعادل من دون رتوش القاتل المجرم الشاه إسماعيل الصفوي 1500م ليست إيران الأمس!
إيران العمائم التي اختطفت ثورة الشعب المضطهد من «السافاك» والمطارد من مخابرات الشاه واستبدلته بالحرس الثوري ومحاكم التفتيش والمشانق والاغتيالات وترسانة السلاح بدل الغذاء والدواء والسكن والتعليم الراقي؛ ليس إيران الأمس!
بدأ الحصار اليوم على العمائم وبدأت تتهاوى الأحلام المحتقنة!
انكشف كذب الشعارات التي استخدمها الصفويون والاتباع الأراذل من العرب للانتقام وللثأر من أمويين لا وجود لهم، ومن «معاوية» لا أثر له، ومن «شمر بن ذي الجوشن» لا أحد يتذكر اسمه ولا إلى من ينتمي!
بدأ التململ في الداخل فثار الأحوازيون، ثم البلوش، ثم الأذريون، وسيتبعهم لاحقًا الفرس المخدوعون المغلوبون المطاردون بالتجسس والتتبع والإقصاء والإذلال!
سيعود العراق قريبًا إلى حضنه العربي بعد أن ذاق الذل والهوان والخوف والفقر والتخلف والتشرد على يد الاتباع تحت شعارات الطائفة، ومن خلفهم ممن يسيرون وهم مغمضو الأعين إلى حتفهم بيد جلاديهم، وستنتهي المأساة السورية الدامية بعد أن بلغت ما يريد لها من خططوا لتدميرها وتمزيقها وتركها ركامًا؛ لا رغبة في الهيمنة عليها فهم لا يستطيعون ذلك؛ بل انتقام من تاريخ الشام الأموي العربي الصميم. ستعود الأحزاب القاتلة، وسيتمزق الحشد الطائفي المجرم، وسيجد العميل حسن نصر الله نفسه وحزبه وحيدًا ذليلاً مطارداً في العراء، وسيصحو الحوثيون ولا ساعة مندم في يوم قريب على الهزيمة والخديعة والأحلام الكبيرة التي سوقها لهم أسيادهم الماكرون في طهران!
بدأت بوادر النكسة الإيرانية الكبرى على يد ترامب!
ذهب الساسة الذين روجوا لدور فارسي ضد العرب باسم الطائفية؛ لتمزيق العرب في أرض العرب باسم الثورات والربيع والشرق الجديد!
تكاد تنسى اليوم أسماء: بوش وأولبرايت وكوندا ليزا وهيلاري كلينتون وأوباما!
مضى أولئك الذين خططوا لدور العمائم، وجاء اليوم من يخطط لتدمير العمائم!
اختفي الرئيس بوش الابن الذي روج لكذبة «السلاح المدمر» في العراق فحاصره ثم غزاه ثم أسقط رئيسه ومزق جيشه ليسلمه غنيمة إلى العمائم!
واختفى الرئيس الأسمر المراوغ المخادع الذي عمل خلال ثماني سنوات لإكمال ما بدأ سلفه؛ فأشعل «الخريف الحارق» في أربع بلدان عربية ثم أراق عليه أطنانًا من الكيروسين ليزداد لهيبه، ثم راقب الحرائق كي لا تنطفئ!
وجاء اليوم من يرى أن ذلك كله حماقة كبرى وخطأ تاريخي فادح!
جاء ترامب الذي يرى أن «إيران» تصنع الإرهاب وتوزعه على العالم!
وبدأت مرحلة الانحسار التدريجية التي ستتصاعد خطوة إثر خطوة، ستعود الجحافل القاتلة، وسيتفرق المرتزقة، وسيفكك الحشد الطائفي، وستخرج إيران من العراق، وسيهزم الحوثي الغبي، وسيبدأ حصار خانق جديد على عصابة العمائم يشبه ذلك الحصار الخانق الذي ارتكبه الأحمق بوش على العراقيين حتى هلك ملايين العراقيين مرضًا وجوعًا وفقرًا، وكأن التاريخ نفسه ينتقم ممن صنع مآسيه، وسيكون الحصار الخانق بداية الثورات الداخلية والتفكك وسقوط نظام الملالي.
وفي الجهة المقابلة: يصمد التحالف العربي وينتصر ويزداد قوة ورسوخًا، ويتمدد الحلف العسكري الإسلامي وتزداد دوله، وتقود المملكة وشقيقاتها الحضور العربي والإسلامي ليبدأ زمن جديد مختلف في تعاطيه مع الغرب والشرق، لا مكان فيه للإرهاب وللدم وللانتقام الإقليمي البغيض الذي كان المعممون الصفويون يرفعون بيارقه تحت شعارات الطائفية. سيكتشف العالم كله في زمن «ترامب» الشفاف والمواجه أن العالم لن ينعم بالأمن والسلام مع وجود إيران الإرهابية.