فهد بن أحمد الصالح
كلنا متطلع دوماً إلى ارتباط أو توأمة وشراكة بين القطاع الخيري عبر الجمعيات واللجان المختلفة وبين الأندية الرياضية لتغليب ثقافة المسؤولية الاجتماعية وبناء جسور من التقارب في دعم ذلك التوجه وإطلاق العديد من البرامج والفعاليات الرياضية برعاية خيرية أو خيرية بمشاركة وتبن رياضي, وثقتي الشخصية أن الأندية الرياضية ترحب بذلك وأبوابها مفتوحة وكذلك القطاع الخيري الذي يتلمس مواطن الاتفاق ومحاضن الانطلاق ويوجد على أرض الواقع العديد من الاتفاقيات ولكنها تظل في أندية النخبة التي تحمل ثقافة متجددة في خدمة المجتمع أو هكذا تنطق الصورة المنشورة عن تلك الأندية والجمعيات عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة, كما أن الجميع على ثقة من رياضيينا ورغبتهم في المساهمة الاجتماعية وتزكية عقودهم وشهرتهم وتجذير محبة الجماهير والناس بعمل إيجابي يبقى للتاريخ ويدوّن في سجل العطاء الأخروي وليخلقوا القدوة بعدهم في جيل رياضي يتسابق مع نفسه وغيره نحو خدمة مجتمعه.
وفي إطار المسؤولية الاجتماعية التي تربط مختلف مؤسسات المجتمع المدني ومن منطلق سعي نادي الفيحاء بالمجمعة وجمعية البر الخيرية بالمجمعة في إيجاد صيغة للتعاون بينهما بما يعود بأثر إيجابي على المجتمع المحلي ومن ثم انتشارها على مستوى الوطن وفي كل مناطقه ومحافظاته فقد قام رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية البر بزيارة لنادي الفيحاء يوم الأحد الماضي الموافق 29 جمادى الأولى وبحضور رئيس وأعضاء النادي، وفي لقاء اتسم بالمحبة وتجانس الأهداف فيما بين المنشأتين وتطابق في الرؤية والرسالة والقيمة المضافة للمجتمع وتمحور اللقاء حول سُبل تأصيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية الموجهة لخدمة أهل المحافظة وساكنيها وزائريها ونتج عن تلك الزيارة العديد من الرؤى والأفكار والتوصيات والمبادرات والبرامج والفعاليات الخيرية والإنسانية وبمشاركة رياضية وشبابية وضمن عمل مؤسسي دقيق وفريق للمتابعة وقياس الأثر وتطوير مستمر لكل المبادرات مع السعي لاستحداث أنشطة دائمة من أبرز نتائج اللقاء:
- اتفاق الطرفين على تكوين لجنة فرعية لصياغة خطة إستراتيجية طويله الأمد وكذلك خطة تشغيلية وتنفيذيها ترسم خطة الطريق من أجل خدمة الآخرين وإعداد مذكرة تفاهم أو اتفاقية عمل ومهام كل طرف.
- الموافقة الفورية وبترحاب صادق من قِبل جمعية البر الخيرية بمشاركة منسوبي النادي ببعض الأعمال التطوعية التي تنفذها الجمعية سواء الدائمة أو الموسمية داخل المحافظة أو في المراكز التابعة لها.
- موافقة نادي الفيحاء على الاستفادة من مرافقه لبعض مناشط الجمعية الموجهة للمجتمع مع تقديم الدعم المساند اللازم لإنجاح هذه الفعاليات عبر تطوع وتفاعل منسوبي الإدارة التنفيذية والتشغيلية للنادي.
- موافقة النادي على الاستفادة من العيادة الطبية للعلاج الطبيعي لمعالجة مستفيدي الجمعية الذين يحتاجون لمراجعة المستشفيات الخاصة وتقليل التكلفة المالية على الأسر المحتاجة التي ترعاها جمعية البر.
- التنسيق المستمر بالدلالة على ما قد يعترض بعض منسوبي النادي من إداريين ولاعبين من قلة ذات اليد لبحث حالتهم من قبل الجمعية ومساعدتهم عبر برامجها المعتمدة أو بالتبني المباشر لمن تستلزم حالته.
- طرح بعض المسابقات الثقافية من قِبل الجمعية بالتعاون مع النادي ممثلاً في مركزه الإعلامي وموقعه الإلكتروني وحسابات التواصل الاجتماعي وتكريم الفائزين في مناسبات الجمعية والنادي الدورية والختامية.
- الاتفاق بين جمعية البر ونادي الفيحاء على ضرورة المشاركة التطوعية في مختلف المناسبات الحكومية كأسبوعي المرور والدفاع المدني واللقاءات والأيام الطبية والمهنية العالمية كجانب تثقيفي وتوعوي للمجتمع.
- العمل بين الطرفين على إعداد إستراتيجية مجتمعية لمعالجة بعض الظواهر الرياضية غير المحببة كالتعصب الرياضي الذي يخرج عن حدود اللياقة والتوعية بالقيادة الآمنة وما يخالفها من ممارسات على الطريق.
- الاتفاق على تبادل الزيارات فيما بين النادي والجمعية وذلك من أجل المزيد من التشاور وطرح الأفكار والمبادرات الجديدة وكذلك الوقوف على نتائج ما تم الاتفاق عليه في تلك الزيارة وتقييمها وتقويمها وإبرازها.
- استعداد جمعية البر في تقديم خبرتها وتجاربها لنادي الفيحاء في كل ما يتعلّق بتفعيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية وكذلك مساندة النادي في سياسته الوقفية التي يسير فيها بخطوات ومبان واستعدادات ستؤتي ثمارها.
ختاماً.. نحن على ثقة من أمرين: الأول: نجاح تلك الزيارة بكل ما فيها والانعكاس الإيجابي لأكثر مما حملته لنا من أخبار واتفاقيات ومنافع متبادلة وتقدير المجتمع عامة لهذا التحرك الإيجابي, متطلعين لخطة عمل زمنية لتفعيلها, والثاني: أن تكون هذه الانطلاقة ورقة عمل تتبناها الهيئة العامة للرياضة ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية وتخلق منها اتفاقية إطارية تستفيد منها بقية الأندية والجمعيات في تأصيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية داخل القطاع الرياضي والتي سنستزرع بها في النشء الجديد الذي يمثّل أغلب السكان، فخير الناس أنفعهم للناس وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله وعيال الله هم خلقه سبحانه وتعالى كما قال رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم أجمعين.