د. خيرية السقاف
يبدأ العقد بحبة, ينتقيها ماهر من قلب محارة ..
والبحر مليء بالمحارات لكن من ينتقي..؟!
وينتهي بحبةٍ, لكن من يختار؟!,
يقدم, ويؤخر, يقارن, ويقرر, ينتقي, ويشرع, حتى يستوي العقد في جيد حسنائه المرتجاة..؟!
عقد النجاح في حياة الدول يبدأ بالمشاريع الناجحة, والمنجزات اللامعة, والنتائج المثمرة..
وأذكاها تسوير الوطن الواحد بأعضاد يتفقون معه على الحياة, ويشتركون معه في صنع أمجادها..
هذا عقد يُصنع الآن أمامنا, ليس العقد في جيد حسناء, إنما عقد في جيد نهضة تحث خطى صيادها الماهر وهو ينتقي أول حبة من لؤلؤة التغيير نحو ما يجدى, ما يكون, ما يثمر, ما يبقى في كل وقت مدروس, وموعد ملموس..
ولعلها «كومة» من حبات اللؤلؤ المنتقى بعناية الصياد الماهر, هذه التي يشهد لضم عقدها الشاهدون..
بدأ العُقد يتشكل بحبات لؤلؤ يتفاوت حجمها, فتتفاوت منازلها في مساره:
«رؤية», ذات حلقات زمنية مقننة, ومخططة, ومنفذة,
كلية في مقاصدها, شاملة في حلقات مضامينها..
وإن جاءت بفجاءاتها, لتنقض عادة, وتسيِّد مقصداً, وتتخذ مساراً, وتوقظ نياماً, وتشعل ليلاً, وتنشر صباحاً, وتبيد أمراضاً, وتعيد أبنية, وتردم متهالكاً, وتعزّز أوتاداً في الداخل..
فإنها نحو الخارج قد جاءت لتشد امتداداً, وتنتشر اتساعاً, وتوثّق ارتباطاً, وتُلحم شقوقاً, وتمنع تجاوزاً, وتعلن ذاتاً تسعى لمناف الشمس...
تتوالى في اللضم: تؤسس لعرض البحر, تحرث عمق الأرض, ترتب للمحطات, وتستعد للنزول عند مفرق الصبح..
الآلة تحفر, والإنسان يفكر, والموقف يتجلى..
فالقدم تسعى إعادة بناء في الداخل, وهي تسعى لشرق الأرض, وغربها, في ثقة, وبعد نظر..
وحبات اللؤلؤ تأخذ مكانها في الاتجاهين إلى أن تستوي واسطة العقد في ضوء الشمس في كبد السماء, ويتحلّق العقد جيد الواقع, ستلتفت الجميلة بلادنا وهي تتباهى..
حفظ الله سلمان بن عبد العزيز, وكل عضد له, ليحقق الله مقاصده الكبيرة, ويبارك مساعيه السديدة, ليرتدي هذا الوطن عقده البهي..