فهد بن جليد
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مدعوة أكثر من أي وقت مضى، للاستفادة من التقنية الحديثة وتحديداً فكرة التطبيقات على الهواتف الذكية، من أجل مُشاركة الجمهور في التعاون معها من خلال هذه المنصة بالإبلاغ (بالصورة والموقع والوقت) عن أي محل لا يغلق وقت الصلاة، أو بعض المُمارسات الخاطئة التي تتطلب تدخل الهيئة وفق اختصاصها وبالتعاون مع الجهات المعنية في القضاء على مثل هذه الظواهر المُزعجة.
وجود هذا التطبيق سيُسهم بشكل كبير في إتاحة الفرصة للناس من أجل القيام بدورهم (الديني والوطني) الذي يؤمن به من أجل الإبلاغ عن بعض مشاهداتهم وسماع آرائهم وملاحظاتهم حول تعزيز حس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتفعيِّل هذه الشعيرة تقنياً - برأيي - أنه عمل يعزز دور المواطنة لصالحة, وسيحظى بقبول وتفاعل كافة شرائح المجتمع التي تتفق على ضرورة نشر الفضيلة ومُحاربة الرذيلة واختفاء أي صور أو مظاهر غير لائقة بالمجتمع المسلم الحضاري، وهذا بالطبع يتحقق من خلال الاستفادة من تجربة وزارة الداخلية الرائدة في تطبيق (كلنا أمن) والذي أسهم ويُسهم في تفعِّيل دور المواطن والمقيم، ورفع الحس الأمني للحفاظ على أمن هذه البلاد.
مثل هذه البرامج ستكون فاعلة وعملية، لتُمكِّن الهيئة من تطوير عملها في خدمة التوعية والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق الضوابط والتعليمات والآليات المُتبعة، وبما يتوافق مع ما تشهده المملكة في هذا العهد الزاهر من تطوّر تقني كبير، ويتناغم مع توجه الكثير من الأجهزة والمؤسسات الحكومية في تفعِّيل التعامل الإلكتروني والتقني الذكي لتسهيل أعمالها وضبطها، ولنأخذ مثالاً البلديات ووزارة التجارة والاستثمار عندما أشركتا المواطن عبر تقنيات وتطبيقات البلاغات، الذي يمثل صوت المواطن المسموع عما يُشاهده من ملاحظات.
نتطلع من الهيئة كجهاز له جهود ودور في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى التفكير بمثل هذه (المنصة التقنية) التفاعلية وطرحها، فأعتقد أنه سيكون لها أثر إيجابي كبير على المجتمع في حال طُبِّقت بالشكل الصحيح والمأمول.
وعلى دروب الخير نلتقي.