سعد الدوسري
إذاً، واستمراراً لما طرحته بالأمس، ما هي الوصفة التي يمكن من خلالها قبول فكرة أن تكون هناك فعاليات ترفيهية لكل مكونات وشرائح المجتمع؟!
يجب أولاً أن نتفق على أن غياب الترفيه عن مجتمعنا، هو الذي أسهم في خلق كل هذه الشحنات المتوترة والمضطربة وأحياناً العدائية، في دواخل أطفالنا وفتياننا وفتياتنا وشبابنا وشاباتنا. وأنه لم يعد من وسيلة ممكنة لضبط تلك الشحنات، إلا بفتح فضاءات واسعة، يمكن من خلالها تفريغ الطاقات السلبية بشكلٍ إيجابي، يضمنُ عدم ابتعادهم عن عائلاتهم أو عن قيمهم. كما يجب أن نتفق على أن كل التجارب السابقة التي مر بها مجتمعنا، لم تنجح في إنتاج ترفيه يتلاءم مع المعطيات العصرية الجديدة لأجيالنا الشابة، بل على العكس، فلقد أفرزتْ تشوهات عامة، دفعنا وسنظل ندفع تبعاتنا غالياً.
إن الوصفة الأفضل لقبول واقع الترفيه الجديد، هي التعامل معه على أساس أنه معطى اختياري، وليس إلزامياً. ليست هناك قوة على وجه الأرض، تجبر أحداً على أن يذهب لفعالية ترفيهية. من شاء فليحضر، ومن شاء فليبق في بيته. ربما اليوم لا يحضر، وغداً يكون أول الحاضرين. هي مسألة في النهاية تخص ثقافته ووعيه وذائقته وظروفه. لا يمكن أن أفرض على شاب أن يميل إلى رياضة ما، أو إلى فريق ما، هو من يختار رياضته وفريقه، وهو من يتحمّل نتيجة اختياراته، إيجاباً أو سلباً.