صيغة الشمري
أجبر نفسي بعدم الإنحياز والاندفاع والدفاع في كل ما يخص قضايا المرأة السعودية، أحاول أن اتعاطى مع كل ما ينشره الإعلام السعودي عنها بحيادية وعدم تعاطف كونها لا تجد صوتاً إعلامياً مؤثراً يتبنى قضاياها ويحاول أن ينصرها مظلومة ويقومها ظالمة، أغلب قضايا المرأة السعودية يتولاها رجال لا يعرفون خفايا وخصوصية المرأة لذلك لا يتحمسون لنصرتها كون أياديهم في الماء وأياديها في النار، لازلت أتذكر مسؤول عدل سعودي لم يتفاعل مع قضية اعتماد وإقرار البصمة للمرأة في القضايا التي تكون المرأة طرفاً فيها إلا بعد أن تعرضت إحدى قريباته لعملية احتيال حيث ذهبت للمحكمة إمرأة أخرى انتحلت شخصيتها، بعد هذه الحادثة التي ذهبت ضحيتها قريبته أحس مسؤول العدل الكبير بأنه من العدل إقرار قانون البصمة في المحاكم حتى لا يستطيع أحد أن ينتحل شخصيتها وربما يكون رجلاً متنكراً بزي امرأة ويجيد صوت الأنثى يستطيع أن ينتحل شخصية أي امرأة أمام القاضي ولكن بعد أن منّ الله علينا بوقوع قريبتة ضحية من هذا النوع تكرم وأقر نظام البصمة للمرأة، الشاهد من هذا الموضوع أن أغلب ما يتعلق بالمرأة السعودية وقضاياها ومعلوماتها يتم التعامل معه كيفما أتفق، يقولون أنها نصف مجتمعهم ويتعاملون معها وكأنها ليست منه أصلاً، يقولون أن وراء كل رجل عظيم امرأة وكلما نجح رجل نساها، مثل هذا التعامل غير المكترث ما قدمته الهيئة العامة للإحصاء عن عدد المدخنات في السعودية، فهو يضرب بعادات وتقاليد مجتمعنا عرض الحائط حيث وصم بعض المدن بأغلبية المدخنات ووسم بعضهن بالنظيفات من التدخين، يتضح أن الإخوة في هيئة الإحصاء يعرفون أن لا أحد يدقق فيما ينشرونه من معلومات -مع إعجابي بكثير منها وقد أشدت سابقاً بالعديد مما قدموه من معلومات مفيدة- ولكن الحق أحق بأن يقال، صعوبة إحصاء عدد المدخنات تشبه غيرها من معلومات تتعلق بالمرأة السعودية، فالمرأة التي لازالت تخشى معلومات وجهها في الهوية الوطنية كيف تعطيك معلومات أكثر خطورة مثل ممارستها للتدخين من عدمه، وحتى أن أخذت المعلومات من مراكز مكافحة التدخين فهذا مصدر غير دقيق وغير معتد به ويجب تسمية الإحصاء في هذه الحالة: عدد مراجعات مراكز معالجة التدخين، لا يحق لهيئة الإحصاء الإساءة لنساء المنطقة الشرقية بوسمهن الأكثر تدخيناً في السعودية كما لا يحق لها تنزيه نساء القصيم وعسير والمدينة بغير المدخنات، هذه دراسة أتحدى إن كانت دققة أو علمية لأنها تنافي العقل ولا يمكن تطبيقها بشكل دقيق في أي وطن عربي ناهيك عن السعودية! يبدو أن (الشوف شجر) عند هيئة الإحصاء الموقرة.