«الجزيرة» - وفاء أحمد:
من السهل أن تكوني سيدة أعمال ناجحة، ومن السهل أن تكوني سيدة تملكين مسئولية اجتماعية نحو مجتمعك، ولكن من الصعب أن تجمعي بينهما، السيدة اللبنانية Sarah Beydoun، قادها حبها للموضة والتصميم إلى إنشاء دارها الخاصة بتصميم الحقائب وأطلقت عليه اسم Sarah)s Bag ، وقادها حبها لعمل الخير لأن تدعم 200 سيدة من السيدات اللبنانيات اللواتي كن أقل حظا من غيرهن من السيدات.
إن دار الأزياء Sarah)s Bag عبارة عن مشروع اجتماعي لصنع حقائب اليد والإكسسوارات الفاخرة والفريدة والتي صنعت من أجل أن تتميز كل من النساء اللواتي صنعنها والنساء اللواتي يحملنها. ولدت سارة ونشأت في بيروت وبدأت رحلتها غير التقليدية إلى شغفها خلال سنة تخرجها بدرجة البكالوريوس في علم الاجتماع، عندما كانت تعكف على بحث في دار الأمل -وهي منظمة غير حكومية تعيد تأهيل النساء المعرضات للخطر والسجينات السابقات-.
وبعد فترة وجيزة، قررت سارة إنشاء مشروع تجاري لتدريب وتوظيف النساء ومزجت بين حبها للخير وحبها للموضة. وفي شهر مايو من عام 2000م أطلقت مشروعها، وفي عام 2014، شاركت سارة شقيقتها ملك التي تملك الخبرة اللازمة لصناعة العلامات التجارية الدولية، حيث تولت عملية الإدارة التسويقية لدار الأزياء.
في عام 2013م قام فريق سارة بتقديم التدريبات والدروس للسجينات خلف القضبان حتى يستطعن العمل من السجن، وحتى يتسنى لهن الحصول على الوظائف فور خروجهم من السجن.
ويعمل الآن في فريق عمل دار سارة أكثر من 200 امرأة منهن من لازلن سجينات، ومنهن سجينات سابقات، بالإضافة إلى سيدات أقل حظا بظروف صعبة وليس لديهن دخل في لبنان، حيث يتم تدريبهن وإعدادهن على أيد أمهر الخبراء والمحترفين لدى دار سارة.
والجدير بالذكر أن السجينات استخدمن الدخل الخاص من عملهم في دار سارة في تسديد ديونهن لإلغاء الأحكام الصادرة بحقهن، في حين قامت أخريات بالصرف على أسرهن من داخل السجن. من القصص الملفتة قصة ماريا والتي دخلت السجن بسبب خدعة قام بها خطيبها، حيث جعلها توقع على أوراق ومستندات تجعلها تتكفل بديونه وفر هاربا وتركها تسجن وحدها. وتمكنت ماريا من صنع حقيبة تمتلكها الملكة رانيا حرم ملك الأردن. وتقتني العديد من الشهيرات وسيدات المجتمع حقائب سارة، كما أن الكثير من الصحف والمجلات تحدثت عن Sarah)s Bag منها مجلات VOGUE البرازيلية، والأمريكية، والهندية واليابانية والعربية.