د. ناهد باشطح
فاصلة:
((في البحر الهادئ يصبح الجميع ملاحين))
-حكمة لاتينية-
نشرت جريدة الرياض في عددها الصادر يوم الأحد 5 مارس 2017م معلومة خطيرة على لسان مستشار الاتصال ماجد بن جعفر الغامدي، الذي كشف في كتابه (صناعة المحتوى الإعلامي) أن نسبة استهلاك رواد مواقع التواصل الاجتماعي للمعلومات بلغت نتائج قياسية وصلت إلى 96 %، في مقابل 4 % فقط من يقومون بصناعة المعلومة والمعرفة في عالم الإنترنت والإعلام الجديد.
هذه النسبة الهائلة من استهلاكنا للمعلومات خارج نطاق العالم الورقي يقابله نقص شديد في صناعة هذه المعلومات وضعف في محتواها، ولذلك فالمعلومة الأخطر أن نعرف أن اللغة العربية تأتي في المرتبة السادسة، حيث لا يتعدى استخدامها في شبكة الإنترنت ما نسبته 4 %.
ضعف انتشار اللغة العربية لم تستطع محاولات الدول العربية معالجته، كما أنها لم تستطع تقوية المحتوى الإعلامي.
في ظل هذا الواقع نجد أن كثيراً من الصحافيين والصحافيات الممارسين للعمل المهني لا يدركون أهمية صناعة المحتوى الإعلامي، بل والأخطر أن المستقبل للمحتوى الرقمي الموجه لقراء شبكة الإنترنت.
والسؤال: هل هيأت المؤسسات الإعلامية الصحفيين والصحافيات فيها إلى المعرفة اللازمة بمراحل صناعة المحتوى الرقمي؟
بالرغم من أزمة نقص الإعلانات التي تمر بها الصحف الورقية حالياً إلا أنني أرى أن أحد الحلول هو الاستثمار في صناعة المحتوى. لو أن كل مؤسسة صحفية حاولت فقط تحليل أخبارها لفترة بسيطة لأدركت إلى أي مدى يعاني المحتوى من الضعف وإن كان بنسب متفاوتة من صحيفة لأخرى. في الوقت نفسه الذي لم تقم فيه مراكز التدريب في بعض المؤسسات الإعلامية أو خارجها بالاهتمام بكفاءة الصحفي في إعداد الخبر الذي يعتبر أبو الفنون الصحفية. ولذلك تحليل مضمون عدد من الأخبار المحلية يمكن أن يكشف لنا إلى أي مدى علينا أن نبني مهارات الصحافيين من جديد.