سعد الدوسري
غداً، عرس جديد منتظر.
غداً، افتتاح معرض الكتاب، الحدث الأبرز والأهم للمثقفين ولمحبي القراءة والاطلاع.
غداً، سيبدأ المعارضون لمقولة «نحن شعب لا يقرأ» بالتشفّي من مطلقيها، وسيبدأ المؤمنون بأن اقتناء الكتب عند السعوديين هو مجرد ديكور لصالات المنزل، حملاتهم.
غداً، سيتسابق أنصار الانفتاح على الثقافات العربية والعالمية لمركز أرض المعارض، لكي يظفروا بالكتب الأجنبية التي انتظروها عاماً كاملاً، وسيتسابق المحافظون الكارهون للأفكار التي لا تتفق مع مبادئهم لمقر المعرض، لتحذير الزوار من الكتب التي تحمل تلك الأفكار.
غداً، سيبدأ صراع جميل بين الفكرة والفكرة، بين الكتاب والكتاب، بين دار النشر ودار النشر. وهذا هو أجمل ما تنتجه معارض الكتب الدولية.
منذ أيام جامعة الرياض، ثم جامعة الملك سعود، ثم وزارة الإعلام، ثم وزارة الثقافة والإعلام، دأب معرض الرياض الدولي للكتاب، على طرح أفضل ما لديه. كل لجنة تنظيمية، تحاول أن تتفوق على اللجنة السابقة، سواءً من ناحية التسجيل أو التنظيم أو العرض أو البيع أو من ناحية البرنامج الثقافي. وكما يكون هناك تميز وجودة، تكون هناك بعض الإخفاقات أو بعض التقصير، وهذا أمر طبيعي، يجب أن نتعامل معه بصدور مفتوحة، شرط ألا تتكرر نفس أخطاء العام الماضي.
هذا العام، نحن موعودون بمبادرات شبابية غير مسبوقة، وببرنامج ثقافي حافل، يعكس الحراك الساخن الذي يشهده العالم والوطن العربي والمملكة، وقد يكون هناك متسع لطرح الأسئلة الملحة والأجوبة الأكثر إلحاحاً.