«الجزيرة» - علي بلال:
أكَّد رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش أن الجامعة بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة أولت موضوع مكافحة المخدرات أهمية خاصة وعناية فائقة لتأهيل الكوادر العربية في هذا المجال من خلال الدراسات العليا المتقدمة، كما أفردت حيزًا كبيرًا من نشاطاتها لهذا الموضوع فقامت في إطار التعاون القائم بينها وبين المؤسسات الدولية ذات العلاقة بتنفيذ المئات من الندوات والدورات والمؤتمرات حول مكافحة المخدرات، كما أصدر مركز الدراسات والبحوث في الجامعة مجموعة من الدراسات والإصدارات التي أضحت مرجعًا للباحثين في هذا المجال.
وقال الدكتور ابن رقوش في كلمته التي ألقاها خلال افتتاحه أمس أعمال ملتقى «الإرشاد الطلابي ودوره في الوقاية من المخدرات» وذلك في مقر الجامعة بالرياض، بمشاركة 414 متخصصًا ومتخصصة من (18) دولة، قال: إن تنظيم هذا الملتقى المهم يأتي في إطار جهود الجامعة لمعالجة مشكلة المخدرات التي تعد مشكلة بالغة الخطورة على كل المستويات نظرًا لآثارها المدمرة على الفرد والأسرة والمجتمع، حيث تشير الإحصائيات إلى تزايد الطلب وارتفاع معدلات استهلاك المخدرات خاصة بين الفئات الشابة والمتعلمة ما يمثل كارثة تهدد طلابنا بتدمير عقولهم وإنهاك أجسامهم وتعيق نمو المجتمع وتدفع إلى عديد من أنماط السلوك المنحرف.
وأكَّد الدكتور ابن رقوش أن ممارسات الإرشاد الطلابي في هذا السياق بالغة الأهمية وعامل جوهري في إجراءات وتدابير الوقاية من تعاطي المخدرات وتكوين قناعات واتجاهات ذاتية قوية في مناهضتها لتعاطي المخدرات، ولأهمية هذا الدور الذي يضطلع به الإرشاد الطلابي تنظم الجامعة هذا الملتقى الذي تأمل من خلاله أن يكون إضافة علمية وإسهامًا فاعلاً في تعزيز دور الإرشاد الطلابي في المؤسسات العلمية في حماية طلابنا وطالباتنا من الوقوع في شرك المخدرات، معربًا عن أمله في أن يحقق الملتقى الذي استقطبت له نخبة من المختصين في الوطن العربي والعالم أهدافه بالوصول إلى توصيات تؤدي إلى صياغة رؤية علمية تسهم بفعالية في مكافحة المخدرات إدراكًا من الجامعة أن تمازج الخبرات والمعارف الذي تستهدفه اللقاءات العلمية والبرامج التدريبية هو المفتاح الحقيقي للولوج لمساحة أرحب من النماء المعرفي الذي يلامس كل تضاريس العمل الأمني آخذًا بعين الاعتبار إفرازات الثقافة والتقانة المعاصرة.
من جانبه أكَّد عميد مركز الدراسات والبحوث بالجامعة الدكتور تحسين أحمد الطراونة أن البيانات الإحصائية المتعلقة بتعاطي وإدمان المخدرات ونتائج البحوث والدراسات الميدانية الموثقة تظهر أن الفئات الشابة والمتعلمة هم الأكثر عرضة للمشكلات المتعلقة بالإدمان وأن 70 في المائة من مجموع متعاطي المخدرات هم من الفئة العمرية من 12 ـ 20 سنة وهذه الفئة غالبًا ما تكون في مرحلتي التعليم العام قبل الجامعي والجامعي، وهي مشكلة اجتماعية بالغة الخطورة تهدد المجتمعات ما يجعلنا نعي أهمية الإرشاد الطلابي في مؤسساتنا التعليمية بكل مستوياتها ومراحلها ودوره في التعامل مع هذه المشكلة من خلال التوعية والتثقيف إِذ لم يعد بمقدور الجهات الأمنية والعلاجية وحدها التغلب عليها.
وناقش الملتقى في جلسته الأولى أمس حول المحور الأول «البرامج والأساليب الحديثة للإرشاد الطلابي في الوقاية من المخدرات» ورقة علمية موضوعها «تصميم وبناء البرامج الإرشادية لوقاية الطلاب من المخدرات والمؤثرات العقلية» قدمها الدكتور عبشان العبشان نائب المدير التنفيذي لمجمع الأمل بالرياض، ثم قدم الدكتور مجاهد أبوالفضل من كليات القصيم الأهلية ورقة موضوعها «أساليب حديثة للإرشاد الطلابي للوقاية من المخدرات».
وفي الجلسة الثانية للملتقى حول المحور الثاني «المعوقات والتحديات التي تواجه الإرشاد الطلابي في مجال الوقاية من المخدرات» نوقشت ورقة «معوقات الإرشاد الطلابي بجامعة الجوف في وقاية الطلاب والطالبات من المخدرات من وجهة نظر المرشدين والمرشدات ذوي تخصصات دراسية متنوعة» قدمها الدكتور سعيد خيري زكي، بعدها قدم الدكتور لزهر مداني خلوه من جامعة محمد لمين دباغين بالجزائر ورقة علمية موضوعها «واقع الخدمات الإرشادية الوقائية من المخدرات في الوسط الجامعي». واختتمت الجلسة الثانية بمناقشة ورقة الدكتورة سحر عبد الرحمن العطية رئيس قسم البرامج الإرشادية بإدارة التوجيه والإرشاد بوزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية وعنوانها «خدمات برامج توجيه وإرشاد الطالبات في التصدي لآفة المخدرات بين الواقع والمأمول».