بتاريخ 26-4-1438هـ نشرت «الجزيرة» مقالا بعنوان (عمدة الحي رافد أمني مهم) بقلم أخي د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ قال فيه إن من وسائل البناء للحي السكني التواصل بين الجيران، الذي يكاد ينحصر في المسجد، ولم تعد هنالك ثمة ألفة بينهم، ولم يعد بقية أفراد الأسرة من زوجة وأطفال يتواصلون مع جيرانهم،.كما كان سابقا وقال: لقد انعدمت وجود المرجعية، المتمثّلة في مهمة العمدة في الحي، الذي كان له حضور في الأحياء السكنية، وأن له دورا في حل النزاعات بين سكان الحي من مواطنين ومقيمين -الخ .
حقيقة أن ما تفضل به أخي عبد العزيز عن الجيرة والتعارف والتعاون بين الجيران كلام جميل وواقعي وكما قال فقد ضعفت وسائل الاتصال بين الجيران لدرجة أن الجار قد يرحل بعد سنة أو خمس دون أن يتعرف على جيرانه وربما تمر السنة والسنتان دون أن يلقي أحدهم السلام على الآخر خاصة إذا لم يكن هناك أطفال الذين هم بالضرورة بعد تعارفهم عن طريق المدرسة واللعب بالشارع يدفعون أهليهم إلى شيء من التعارف وإن كانوا مكرهين وأحيانا يكون هناك توجس من بعض الجيران تجاه الآخر يحول دون المسير إلى التعارف وللظرف الحالية دور مهم في هذا الاتجاه ولكن حسب ما أرى لايزال التعارف بين الجيران موجودا خاصة إذا كانوا من بيئة واحدة هذا أمر.
أما الأمر الآخر وهو المهم فالعمدة للأسف وللأسف وللأسف لم يكن له دور فعال في مجتمعه أوفي حيه لا من قديم ولا اليوم وأنا أحد سكان تلك المدينة التي تحدث عنها منذ عام 1369هـ وعاصرت العمد من ذلك التاريخ إلى اليوم وكان العمدة يعين من قبل الإمارة وكان دوره التعريف أو التوقيع على التعريف بخمسة ريالات مع القول هات من يعرفك إلا ما قل منهم يتم هذا بعد أن تتردد عليه مرتين وثلاثة ويقال غير موجود وإن كان يسمعك أما القليل من العمد يكتفي بتعريفك من قبل شخص آخر يعرفه العمدة يعرفك لأنه فعلا لايعرف كل الناس لأنه غير مهتم بالتعرف عليهم وعلى مساكنهم أما وبعد التطور وتوسع المدينة وانتشار الأحياء وانتخاب العمدة بدلا من التعيين وفي تلك الانتخابات محاباة أدت إلى ترشيح عمد لا يعرفون الأحياء أصلا وربما لم يكونوا من ضمن سكان الحي ولا يعرفون واجبات العمدة ولكن جرت الرياح فأتت بهم والمهم لا تزال كلمة من يعرفك موجودة ودارجة لدى العمد لأنه بعد لم تتوفر لديهم طرق التعرف على سكان الأحياء وأحيانا تكفي عبارة (وين أنت ساكن ومن هم جيرانك ومن هو إمامكم بالمسجد ثم يطبع ختم العمدة على ورقتك وهكذا أما دوره مع أفراد المجتمع فللأسف لاوجود له ولا دخل له بمشاكل السكان ولا بحاجاتهم الحياتية ولا يتعرف على ساكني الحي والسبب عدم إلزامه بذلك وهذا يحتاج إلى أن يكون لديه جهاز حاسب يحوي صور مخططات الحي بأرقام القطع أو المنازل وأسماء الساكنين ملاك أو مستأجرين وضرورة توقيعه على عقود الإيجار حتى يعرف اسم المستأجر ويدخل اسمه في جهازه إضافة إلى معلومات أخرى لا يتسع المجال لذكرها وأخيراً يبدو أن أخي عبد العزيز لم يعاصر العمد أو حديث عهد بهم أو أنه لم يحتاجهم أوأن عمدة حيه من المعارف ولذا خفي عليه ماهية العمدة الحقيقية قديما وحديثا ومرة أخرى أوجه النداء لسمو وزير الداخلية ولأمراء المناطق، بتفعيل دور العمد لتنعم مجوراتنا السكنية بالمزيد من الأمن والرفاه كما قال أخي عبد العزيز وبالله التوفيق.
- صالح العبد الرحمن التويجري