الثقافية - خلود العيدان:
روائي وكاتبة جمعهما شغف من نوع مختلف، اجتهدا في تجسيد مشاهد من قلب الكتب لرحلات ثقافية في العالم العربي وخارج حدوده، حمل مشروعهم اسم «باب» www.babtravel.net ، وقاربت سنوات خبرتهم في هذا المجال الخمسة أعوام قام خلالها فريق العمل برحلات إلى الأندلس، البرتغال، المغرب، إيطاليا، السعودية، مصر وغيرها، تعاونوا فيها مع جامعات ومؤسسات رسمية وأهلية ودور نشر.
الخلفية الثقافية للثنائي كان لها الدور الرئيسي في صياغة أفكار الرحلات التي تتمحور حول تحويل الأدب والتاريخ إلى رحلات وهذا ما أكدته لـ «الثقافية» تسنيم خالد المذكور مديرة العلاقات العامة لـ «باب للرحلات»، مضيفة أن لكل منهما دور يتكامل مع الآخر أملاً في تقديم وجبة ثقافية دسمة للرحالة.
صدر للمذكور شهرزاد والسلطان، وأشياء وبعض أشياء، أما عبدالوهاب الحمادي فصدر له عدة روايات، وكتاب في أدب الرحلات بعنوان «دروب أندلسية» وهو الكتاب الذي دارت حوله رحلة لأسبانيا ومعه اتضحت ملامح الحكاية. اتخذت رحلات «باب» مسارين إما موضوع تدور حوله الرحلة و إما قراءة حية لكتاب، وهذا ما أكدته المذكور من حيث أن أحد أهم أسباب تفاعل الجمهور مع المسارين - برأيها - هو الحضور القوي للكتاب في السنوات الأخيرة، مضيفة أن أي متابع لمعارض الكتاب يلحظ السوق الرائجة للكتاب عامة والرواية خاصة، فالرحلات المقدمة بمثابة مكمل لوجبات القراءة وزاوية مختلفة لعلاقة القراء بالكتب. «باب» تحتفي بالمدن بطريقتها الخاصة، تنقل القارئ للمكان! وما أكثرها البقاع التي سكنت صفحات الكتب وأبهرت قراءها أو اتخذت مكاناً في ذاكرتهم، تماماً مثل ما حدث في رحلة لمناطق كويتية ذُكرت في رواية الكاتب سعود السنعوسي «فئران أمي حصة» وأشارت المذكور إلى أن ارتباط المكان بالرواية وبتاريخ الكويت أثرى حوارات أعضاء الرحلة حول المواضيع في الرواية، كما كان لاشتباك المكان بالزمان المستعاد أثراً جعلها رحلة تفاعلية ونقلة معرفية بين القارئ والعمل الأدبي خارج الورق، كما أن ذات التأثير حدث مع رحلة في أدب الكاتبة ليلى العثمان تخللها زيارة معها لمنزل والدها الراحل عبدالله العثمان رحمه الله الذي حول إلى متحف.
وعن استضافة مختصين في الرحلات أشارت إلى أن في كل منطقة متخصصين في الفنون التي تدور حولها أفكار الرحلات، وكمثال جاءت رحلة باب قاهرة نجيب محفوظ لتفتح الأفق لتجربة تتبع خطى الروائي الراحل، بالاستعانة بنخبة من النقاد المصريين الذين قرأوا أعماله وكتبوا عنها مثل أ.إيهاب الملاح وأ.محمود عبدالشكوربالإضافة إلى لقاء أحد أهم أصدقاء نجيب محفوظ وهو أ.د حسين حمودة. موضحة أن كل ذلك يهدف إلى أن تكون التجربة أعمق من جولة سياحية وهذا أيضاً ما يحرص عليه الفريق عادة فمثلاً في رحلة البرتغال تم التعاون مع المترجم المعروف صالح علماني ومؤسسة جوزيه ساراماغو.
وعن القراءة الحية للروايات قالت : «من أهم ما عرفت به الرواية عبر تاريخها فكرة المكان والتي قلما أفلت منها كاتب في كتابته وتميز الأدباء حول العالم برواياتهم الدالة على أماكن بعينها فعندما يذكر ماركيز تحضر أمريكا الجنوبية بكل تنوعها وعندما يذكر ديكنز تحضر لندن بضبابها وطرقاتها وينطبق هذا القول على معظم الروايات حول العالم».
أما عن اسم المشروع تحديداً أوضحت أن كل الطرقات تؤدي إلى باب في نهايتها لذا كان «باب» بين عالم الثقافة بصورته الورقية إلى عالم السياحة الثقافية والتاريخية، مشيرة إلى استعداد «باب للرحلات» في مايو المقبل للقيام برحلة في عوالم الأدب الإنجليزي أطلق عليها «باب لندن، ديكنز وشيكسبير».