لا أعمم في أطروحتي هذه بقدر ما أحاول ان اميط اللثام عن تجربة مريرة عاشها مظلوم مع طبيب متفرعن، امتهن -هذا الطبيب- القص واللصق منهجا اداريا واتخذه وسيلة توصله الى مآلات نجاحات شكلية ساهمت في تسويقه سلعة رخيصة تباع وتشترى في سوق المضاربات الطبية اللانسانية.
هذا الطبيب ليس بدعا من بني كاره، بل هو امتداد لسلسة من الاخطاء الكوارثية التي تعاقب بعض الاطباء على الوقوع فيها وممارستها كجزء من منهج عنوانه الطبيب أولاً.
الطبيب أولاً: مرض يسكن الطبيب منذ أول بواكير شق طريقه مهنة الطب، فبدايته كطالب مبتدئ في كلية الطب، تعطيه شعوراً بالفوقية، إنه الأفضل والدنيا كلها بعده ببشرها وقوانينها وسننها، هذا الشعور يشكله اولا شرف المهنة ولا شك ثم حالة الاجلال التي يكنها المجتمع للطبيب ومهنته. كل ذلك يكسب الطبيب حصانة عالية ضد النقد ويتسامى بكل ذلك ليحلق فوق الجميع حضوراً وهيبة وجلالاً.
البعض من الاطباء وهم الاغلبية يشعر بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فتراه يجسد بأفعاله واخلاقه كل معاني الشرف والسؤدد والتعامل الحسن ،والبعض الاخر لا تسعه الارض غرورا وازدراء للاخرين ،بل قد تصل تلك الفوقية ليصادر زملاء كاره وشركاء مهنته.
هذا البعض من الاطباء يعاني ابعادا انهزامية نفسية قد تكون لها علاقة بوضع اجتماعي قديم ،قد يراه عيبا وذكره سبة ينبغي نسيانها وتجاوزها، وقد تكون هذه الانهزامية مبعثها مركب النقص الذي يعيشه هذا الطبيب والذي زاده الدال ايغالا في السلوك السيئ وغمط الاخرين حقوقهم ومصادرتهم رأياً وحياة وشراكة.
ومركب النقص قد يجعله يهرب من تخصصه ويبحث عن المناصب الشرفية ليروي ظمأ الحضور الذي يقتله، ويطفئ شهوة (الأجو) ومتلازمات ظهوره والتي تعتصره وتجعله كالبالون مجرد قطعة بلاستيكية مملوءة بالهواء الفاسد، شكة ابرة تجعله يطير في الهواء حتى يستهلك ما في جعبته ،لتسقطه الارض وقانون جاذبيتها الفيزيائي وقبله قوانين ونواميس الحياة وتجاربها.
وفي الجانب الاداري يتجلى وبقوة ضعف هذا الطبيب وعدم قدرته على الإمساك بزمام الامور، فاما ان يجعل (الدرعى ترعى ) ليريح ويستريح، واما ان يظهر المارد الاعرج الذي في داخله والذي ما يلبث ان تسقطه الصراعات، وتصبح ذكراه وحضوره كورقة التقويم، مجرد تاريخ ليوم سبقه الامس وغد قادم لا محالة. ان الحراكات الادارية للبعض من هؤلاء الاطباء تثير الكثير من علامات التعجب، فشغف الحضور لهؤلاء لا يقابله ابسط درجات الدراية بالادارة ومفاهيمها، بل يصل الأمر باحدهم الى سن قوانين جديدة تخالف السائد من عرف ونظام اتفق الجميع عليه.
الطب أشرف علوم الدنيا والطبيب يشرف بالمهنة وضوابطها واخلاقياتها، مسؤوليته عظيمة امام الله ثم الناس وما يمارسه البعض من تجاوزات تعكر نقاء المهنة وصفوها تعد بمقاييس العدد صغيرة، ولكنها بحساب الاثر والتأثير كبيرة جداً.
تذكروا ايها الرفاق انني لم ولن اعمم وانما قلت البعض، وان كان البعض بالأثر والواقع وما نحياه في مرافقنا الصحية كثير ومحزن ومؤلم.
الديكتاتورية سلوك إنساني يمارسه المتفرعن من البشر في ظل خنوع الاخرين له، كما هو تاريخ العسكر في حكمهم وبعض الاطباء في مرافقنا الصحية ،فالديكتاورية الاولى خربت البلدان والثانية وان كانت ناعمة الا انها افضت الى خراب المصحات وزيادة سخط الناس على الصحة والعاملين عليها.
- علي المطوع