د. عبدالواحد الحميد
يحصد المجتمع السعودي ما زرعه في مجال تعليم المرأة، وقد أينعت الثمار ولله الحمد فأصبحنا نسمع ونقرأ كل يوم قصة نجاح جديد تصنعها نساؤنا المتعلمات.
ورغم البدايات المتعسرة لتعليم الفتاة السعودية، فقد استطاعت بعزيمتها وإصرارها على تحدي الصعاب أن تلحق بأخيها الذي أتيحت له الفرصة أن يسبقها في ميدان التعليم، فأصبحت الطالبات يشكلن أغلبية الكتلة الطلابية في التعليم الجامعي بالمملكة.
ومثلما استطاعت الفتاة أن تحقق نجاحات مذهلة في التعليم العام والتعليم الجامعي في المؤسسات التعليمية السعودية، استطاعت أيضا ان تحقق نجاحاً فاق كل تصور كطالبة مبتعثة تتلقى التعليم في أرقى الجامعات بالعالم.
وقد سعدتُ، مثل الكثيرين غيري، وشعرت بالفخر حين قرأت قصة النجاح للطبيبة السعودية رشا فهد البواردي طبيبة القلب والأستاذة بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية التي جرى تكريمها مؤخراً ضمن عدد من الفتيات من شتى أرجاء العالم في احتفالية جرت في أمريكا.
وقد نقل الأستاذ أحمد اليامي، مراسل جريدة الرياض في نيويورك، بعض تفاصيل قصة نجاح الطبيبة الشابة وتجاوزها للعديد من المصاعب وحصولها على عدة شهادات من جامعات أمريكية عريقة حتى وصلت إلى كرسي التدريس والبحث في جامعة هارفارد.
هذا نجاحٌ يُحسب لحركة تعليم الفتاة التي انطلقت قبل سنوات قليلة من عمر الزمن، ويُحسب لبرنامج الابتعاث الذي أتاح للفتاة السعودية أن تنال فرصة الحصول على التعليم من الجامعات الراقية في العالم.
مازال هناك من يتحفظ على برنامج الابتعاث بشكل عام وعلى ابتعاث الفتيات بشكل خاص، غير أن وجود نماذج مثل رشا البواردي سوف يقنع الجميع بجدوى تعليم البنات في المؤسسات التعليمية داخل المملكة وخارجها.
سوف تعود رشا البواردي إلى الوطن ذات يوم وهي تحمل الخبرة العالية لمعالجة مرضى القلب، وسوف تسد مع زميلاتها وزملائها السعوديين والسعوديات النقص الفادح في الكوادر الطبية الوطنية، ويومها سوف يصفق الجميع لمشروع تعليم الفتاة السعودية بمن في ذلك الذين كانوا متشككين بجدوى تعليمها.