رقية سليمان الهويريني
يبدو أن الجمل احتج على مرور القطار في أرض القصيم بعد أن قاوم حركة مرور السيارات منذ زمن طويل وانتصر عليها كثيراً، وفقدنا أحباء راحوا ضحايا الجِمال السائبة!
وفي الوقت الذي استبشر أهل القصيم بانطلاق الرحلة الأولى للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) لنقل الركاب بواقع رحلة واحدة يومياً من الرياض إلى القصيم مروراً بالمجمعة، إلا أنه قبل مرور شهر على تسيير الرحلات تفاجأ الركاب مؤخراً باصطدام القطار بجمل سائب!! برغم أن الشركة قد وضعت سياجاً على حرم الخط الحديدي، ولكنَّ عابثاً قام بقطع السياج مستخفاً بأرواح الناس، غير عابئ بالمصيبة التي ستترتب على فعله، مما أدى إلى دخول عدد كبير من الجمال السائبة، وقد حاول قائد القطار تلافيها إلا أن القطار اصطدم بجمل أحدث ضرراً بمقدمته دون إصابة للركاب!
وبرغم أن إنشاء الخط الحديدي بين المحافظات قد تأخر كثيراً، وتلاه صدمة الناس بارتفاع أسعار التذاكر! والاقتصار على رحلة واحدة يومياً! فإن هذه الواقعة قد تهز الثقة بالقطار الوليد، وكان من الأجدى أثناء إنشاء الطريق وضع عبَّارات ومسارات سفلية لعبور الإبل خصوصاً أن بلادنا يغلب عليها الطابع الصحراوي وتكثر فيها الجمال يقودها رعاة جُهَّال لا يفكرون بنتائج الأخطاء ولا يقدرون تبعاتها.
ولترسيخ الثقة في القطار؛ فلعل شركة سار تعيد النظر في تصنيع هياكل القطارات الخارجية وتدعيم مقدمتها بحديد بدلاً من الفايبر جلاس المعمول به حالياً في القطارات الداخلية تحسباً لأي حادث، كما ينبغي التأكيد على أصحاب الإبل احترام الأنظمة وتحذيرهم الاقتراب من سياج حرم الخط الحديدي بكتابة لوحات بلغات متعددة (آسيوية وإفريقية) ووضع مبالغ الغرامات المستحقة، مع تحميل أصحاب الإبل قيمة إصلاح أي تلف ردعاً لهم، مع فرض غرامات كبيرة، ويمكن التعرف عليهم من خلال الوسم على الإبل.
حين نستقدم أي منتج حضاري ينبغي مراعاة الثقافة المحلية وتسهيل دخول المنتج ومواءمته لها حتى لا نتفاجأ بحصول كوارث.
مبروك قطار القصيم مع دعائي بالسلامة والأمن لكافة سكان المملكة والعالم أجمع.