أحمد محمد الطويان
السعودية في الشرق والغرب وفي كل مكان.. دبلوماسية تسير برشاقة في اتجاه الساعة بدقة، وتسابق عقاربها في السرعة، لا يوجد نقطة في كوكب الأرض تخلو من حضور سعودي مباشر أو غير مباشر، والتحدي الأكبر هو المحافظة على كنوز القوة الناعمة التي نملكها وننميها.. ملك البلاد ورمزها ووالد شعبها وقائد الأمتين العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يقوم بجولة تاريخية كبرى في شرق القارة الآسيوية، وولي ولي عهده أمير القوتين العسكرية والاقتصادية يبدأ زيارة عمل مهمة هذا اليوم إلى الولايات المتحدة، يلتقي خلالها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب.
علاقات تاريخية تنظر إليها الرياض باهتمام بالغ، في الشرق وفي الغرب، علاقات دولية تنمو كل يوم وملفات كثيرة يحملها قادة المملكة، ورسالة جادة لحماية الإنسانية من التطرف والإرهاب والغلو.
جدية السعودية في مواجهة الإرهاب توجها الاعتراف الدولي بسبق المملكة ونجاحها وصدقها في التشارك لصالح الإنسان في كل مكان، ومن خلال ميدالية التقدير التي قدمتها الولايات المتحدة للمملكة تقديرًا لإقدام أجهزتها الأمنية واحترافيتها في مواجهة آفة الإرهاب، وتسلمها سمو ولي العهد أمير الأمن محمد بن نايف.
لا يمكن فصل أي من الملفات المهمة عن بعضها البعض، فالمملكة شريك اقتصادي مهم، وحليف سياسي مؤتمن، وصديق وفي، ولا يمكن حل الأزمات أو تحريك القضايا في المنطقة من دون حضور السعودية القوي والمؤثر فيها، فهي الدولة الأكبر حجمًا، والأكثر قوة، والأمكن سياسة، وبحضورها وثقلها تنتج حلولاً وتسيّر الكثير مما تعرقله الظروف التي تعيشها منطقتنا الملتهبة.
نواجه تحديات عديدة ومنها ما يحيكه النظام المؤامرتي الحاكم في إيران، والأزمة السورية والأزمة اليمنية، والأوضاع في ليبيا.. كل هذه وغيرها تؤثر على استقرار المنطقة، وتنعكس سلبًا على السلام والأمن الدوليين.
تتفهم دول العالم مواقف السعودية، خصوصًا بعد أن أثبتت جديتها وصدقيتها في كثير من الأمور.. وإلى جانب كل الملفات السياسية المهمة في الشرق والغرب، تحمل المملكة رسالة سلام وتسامح وحوار، ولا تقبل بأي حال من الأحوال أن يسود التطرف أو تعلو الطائفية أو تستعر القيم المنافية للإنسانية.. الرسالة السعودية أكثر عراقة وأكبر حضورًا وأعظم تأثيرًا من أي رسالة طارئة ترتدي عباءات الأزمنة بتنوعها واختلافها.. رسالة دين ورسالة وطن ينمو ورسالة إنسان يحب الخير لأخيه الإِنسان.. من العشرينيات نسجت السعودية خطًا سياسيًا متوازنًا وذكيًا، ولا تحيد عنه بثبات مواقفها وعراقة موروثها.